دمُ الشهيد منارة
} يوسف المسمار
لا تقـنطوا يا أهـلُ إنْ جــاء الخبـرْ
وقضى القضاءُ مُؤكـداً حُكـمَ القـدرْ
فالناسُ في هـذا الـوجـودِ لحـكـمةٍ
ولحكمةٍ كُتِبَ الرحيـلُ عـلى البشرْ
واللهُ ما خـلـقَ الـرحـيـلَ لتقـنطـوا
خلقَ الـرحيـلَ لمن تبصَّر واعتبـرْ
والحـرُ من طـلبَ الحيـاةَ عـزيـزةً
والعبدُ من عَـبَـدَ المـذلـة وانـقهـرْ
فـلِـمَـنْ تَـشَـبَّـثَ بالضَـلالـةِ ذُلُّـهُ
ومن اهتدى عرفَ السعادة وانتصرْ
إن الشهيدَ هـو الذي ربُ الخليقة
خَـصّهُ بالطُهـرِ يُـذكـرُ والأثَـرْ
لا تـقـلـقـوا فـدمُ الشهـيـدِ منـارةٌ
لمن اهتدى وعلى الحقيقة قد عثرْ
لا شيء ينـفـعُ في الوجودِ لعـاقـلٍ
إلاّ الهـدايـةُ والفـضيلــةُ والعِـبَـرْ
فالعـزُّ في هذي الحياةِ هـوَ الرجا
وبـغـيـرِ عِــزٍّ لا رجــاءَ ولا دُرَرْ
جـدوى الحياةِ بأن نُرَكِّـزَ وعـينا
ونعيش في هديّ البصيرة والبصرْ
فَـنَعي الحياة بأنها أبـداً صـراعٌ
للمـزيـد من السُـمُـوّ بـلا حَـذَرْ
وطليعـةُ الـرُوّادِ هم شُـهـداؤنا
ما دامَ للنصرِ الفداءُ هُـوَ القَدَرْ