سورية والاستهداف المباشرالمتحور «الإسرائيلي»…!
} رنا العفيف
هجمات سياسية وعسكرية على سورية من جديد، في ظلّ التصعيد الإقليمي والدولي، ورسائل عسكرية مسبوقة الدفع الأميركي في أوساط محادثات فيينا، والانفتاح العربي، وهستيريا أمنية ودبلوماسية وسياسية، كلما اقتربت سورية من النصر الحاسم، دلالات الفشل العسكري والسياسي لـ «إسرائيل» وحليفتها واشنطن في أفغانستان واليمن والعراق وسورية.
يتجدّد العدوان «الإسرائيلي» على سورية كلما زاد الانفتاح العربي، باستهداف مرفأ اللاذقية غرب سورية، ومصدر عسكري سوري يؤكد أنّ العدوان أدّى إلى اشتعال حرائق في المكان، وحدوث أضرار مادية كبيرة، فيما أكدت وكالة «سانا» أنّ «الدفاعات الجوية السورية تصدّت لعدوان صاروخي اسرائيلي على محيط مرفأ اللاذقية غرب البلاد فجر الثلاثاء»، فماذا عن التمادي «الإسرائيلي» في المنطقة في هذا التوقيت.
لا شك انّ المتحوّر «الإسرائيلي» يتكاثر مع المتحور «كوفيد ١٩»، وهذا له تداعيات خطيرة على صعيد المنطقة برمّتها عسكرياً، ففي فايروس المتحوّر تطورات وأخطار عدة تقضي على الإنسان، وكان قد حصد أرواحاً لا تعدّ ولا تحصى في العالم. وغالباً كان ترياق هذا الفايروس حقنة تطعيم أو لقاح ليتفادى البشر هذا الوباء.
أما المتحوّر «الإسرائيلي» الأشدّ فتكاً منه، فيقتل ويدمّر ويشرّد شعوباً بأكملها، دون إدانات من مجلس الأمن ولا يوجد له ترياق إلا بمعادلة القصف بالقصف في حال دقت الساعة الصفر، ليكون لهذا الوباء ترياق الردع المقاوم، والفرق بينهما أنّ فيروس «كوفيد 19» لا يُرى بالعين المجردة، أما الآخر فيمكن رؤيته بالعين المجردة وكانت حرب تموز تحاكي ضربات العدو قاسمة ظهر البعير، وعلى صفيح ساخن مجدّداً يتقدّم العدو «الإسرائيلي» بعدوانه المتكرّر على الأرض السورية متحسّباً ليّ ذراع حزب الله وإيران في هذه الاعتداءات، وللمرة الثانية كانت قد تصدّت الدفاعات الجوية السورية للصواريخ «الإسرائيلية» في اللاذقية خلال شهر واحد، رسائل هستيريا واضحة تؤكد ما قاله قبل أيام نائب وزير الخارجية الدكتور بشار الجعفري، بأنّ الغرب يصفي حساباته مع سورية، وانّ هستيريا تصيب الأعداء كلما اقتربت سورية من النصر»، مشيراً إلى «أنّ سورية تطالب مراراً مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بإدانة العدوان الاسرائيلي عليها مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكراره.
طبعاً هذا التمادي السافر على سورية ما كان ليحصل لو لم تكن واشنطن لها يد بذلك، لأسباب عدة تتعلق بقضايا الملف النووي، وطرح ملف الصواريخ، والى ما هنالك من تباين الجحود الأميركي، وهزائمه في المنطقة، تحاول «إسرائيل» الاستمرار في العدوان على سورية للضغط على طهران وحزب الله، مع توضيح الموقف «الإسرائيلي» الى جانب واشنطن وسط أنباء عن مباحثات ثنائية سرية للتوصل إلى اتفاق مشترك يمنع نشاط برنامج إيران النووي وترسانته العسكرية في ظلّ التحديات والتهديدات في كلّ جولة من المفاوضات والاستئناف، تمضي واشنطن و»إسرائيل» بسياسة الاستفزاز والتمادي، قبل صدور نتائج الفشل المتكرّر في المنطقة، ببدء شنّ هجمات على سورية مباشرة…
لماذا، سورية تحديداً، لأنها قلب المعادلة الإقليمية، وسيكون لها ترسيم قاعدة اشتباك تحاكي معادلة الردع، في حال استمرّ المتحوّر، وأما عن تصفيات الحساب، قد يكون لسورية يوماً جولات عسكرية على هضبة الجولان السوري المحتلّ، وستردّ على معادلة تصفيات الحساب الحقيقية وليست الوهمية، كما تفعل واشنطن و»إسرائيل» مستغلة الظروف الإقليمية وما تحمله من توترات وخلل في التوازن الردعي في المنطقة.