عباس وغانتس؟
– الكلام المعيب الصادر عن أحد وزراء السلطة الفلسطينية، للحديث عن لقاء الأبطال، وصناعة التاريخ، لا يثير إلا الغثيان في ظل أوجاع الأسرى المضربين عن الطعام ينهش أجسادهم النحيلة خطر الموت، ومواجهات المقاومين الفدائيين في قرى الضفة الغربية، وعمليات الطعن والدهس ينفذها شباب وصبايا فلسطين كلها بحق الجنود والمستوطنين.
– تعرف قيادة السلطة وعلى رأسها الرئيس محمود عباس أن ليس لدى حكومة الاحتلال ما تقدمه في الملف السياسي، وسمع عباس بأذنه أن ملف القدس فوق قدرة الحكومة وأي حكومة في الكيان، والكلام الذي صدر عن عباس حول الحل السياسي ينفيه كلام وزير دفاع الاحتلال بني غانتس عن مناقشة التنسيق الأمني، الذي يقول كل ما يجري في فلسطين إنه هاجس الاحتلال اليوم، أمام فشل آلة الاحتلال الأمنية والعسكرية في مواجهة الانتفاضة الفلسطينية المستدامة، وانضمام قرى وبلدات الضفة إليها بصورة تستعيد مشاهد إنتفاضة عام 2000، مع فارق نهوض الأراضي المحتلة عام 48، وصعود عمليات المقاومة.
– ما يعرضه الاحتلال على السلطة هو امتيازات فردية للعاملين في أجهزتها، وضخ أموال محجوبة عن خزائنها، وكلام فارغ في السياسة، مقابل تحويل السلطة الفلسطينية إلى جيش لحّد جديد، تشبيهاً بجيش أنطوان لحّد العميل في جنوب لبنان.
– الوضع الفلسطيني على المفترق، فما لم تخرج السلطة من الصفقة الجديدة، تصبح مفردة الوحدة الوطنية فاقدة للمعنى، وتصير معاملة السلطة سياسياً كجزء من نظام التطبيع العربي، ومعاملة أجهزتها كامتداد لأجهزة الاحتلال، أمراَ واجباَ.
– لا أحد يرغب ببلوغ هذه النهاية، لكن الأمر جلل ولا تفيد فيه الكلمات الإنشائية.