الحريري والانتخابات
– قضية مشاركة أو عدم مشاركة الرئيس سعد الحريري في الانتخابات ليست مفتعلة ولا مفبركة، فالقضية مطروحة جدياً، ومصدرها قرار سعودي واضح أبلغ للحريري أن مواصلته للمشاركة في الحياة السياسية سيعني قراراً بقطيعة نهائية مع القيادة السعودية، والمؤكد أيضاص أن لا بديل خليجي للسعودية وقد أبلغت الإمارات للحريري أنه مرحب به في الإمارات لغير السياسة.
– من خلال كل ما يدور حول موقف الحريري بين نفي وتأكيد ودعوات للتريث يبدو واضحاً أن الرئيس الحريري لم يتخذ قراره بعد ولا يزال يؤجل اتخاذ قراره النهائي، ربما بانتظار تظهير صورة مشهد طائفته إذا غاب عن المشهد الانتخابي والسياسي، بينما بدأت الرياض اتصالاتها بمفاتيح انتخابية محسوبة تقليدياً على الحريري في عكار والبقاع وبيروت والشمال، لتفعيلها لحساب مرشحين ولوائح القوات اللبنانية.
– ما يقوله الحريري وعدد من نوابه ومريديه صحيح لجهة إن لا وجود لبديل يملء فراغ الشغور في زعامة الطائفة إذا غاب الحريري أو تم تغييبه، فلا الرئيس نجيب ميقاتي جاهز ومهيأ، ولا بهاء الحريري قادر، ولا السعودية مستعدة للبحث ببديل.
– في نظام طائفي يزداد رقصاً على حبال العصبيات، يشكل الشغور سبباً لعدم الاستقرار، وشعور طائفة وازنة بالغبن، وهو ما حدث بعد الطائف مع شعور طائفة أخرى بغبن مشابه، والفرحون بغياب الحريري أما للشماتة السياسية أو الطائفية، أو للمشاركة بتقاسم تركة الغياب، أو لأنهم توجوا وريثاً تصب في رصيده الأصوات، يجب أن ينتبهوا إلى أن النظام الذي سيولد من الانتخابات المقبلة سيكون أعرجاً مرشحاً لتوليد الأزمات، عاجزاً عن مقاربة الاستحقاقات، ومن يراهن أن تكبير حصته من الكعكة النيابية يجعله أقرب إلى رئاسة الجمهورية سيكتشف حينها أنه ابتعد كثيراً.
– ما قيل أمس عن أن الرئيس الحريري عائد أول العام وسيعلن ترشيحه، يعني الكثير إذا صحت المعلومات، والمختلفون مع الرئيس الحريري سياسياً، قبل الذين يوافقونه الرأي يجب أن يرحبوا بهذه العودة من باب المسؤولية والحرص بقياس المصلحة الوطنية لا المصالح الفئوية.