الكرملين: القرم إقليم روسي ولا نقاش مع أحد في تبعيته
بدأت القوات المسلحة الروسية تدريبات استراتيجية للقيادة والأركان، تجري تحت إشراف وزير الدفاع سيرغي شويغو شخصياً.
وفي إطار التدريبات تم وضع عدد من وحدات وتشكيلات أسطول بحر البلطيق والدائرة الجنوبية العسكرية وقوات الإنزال الجوي في حالة الاستعداد القتالي القصوى.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن التدريبات تجري وفق خطة التدريب العملياتي للقوات المسلحة عام 2015. وتابعت: «في إطار التدريبات الاستراتيجية للقيادة والأركان والتي تركز إلى إدارة القوات المسلحة الروسية، سيتم اختبار منظومة الإنذار وإدارة القوات، بالإضافة إلى التدريب على جوانب وضع التشكيلات والوحدات العسكرية في حالة الاستعداد القتالي القصوى».
وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قاذفات استراتيجية حاملة للصواريخ من طراز «تو-22 إم 3» ستتوجه إلى القرم في إطار اختبار مفاجئ لجاهزية سلاح الجو الروسي.
ونقل عن مصدر في وزارة الدفاع الروسية أنه «في إطار الاختبار المفاجئ للاستعداد القتالي في القوات المسلحة، سيتم إرسال قاذفات استراتيجية «تو-22 إم 3» إلى القرم».
تجدر الإشارة إلى أن قاذفات «تو-22 إم3» كانت ترابط في القرم في أواخر ثمانينيات القرن العشرين. ومنذ عام ظهرت أنباء عن احتمال عودة هذه الطائرات إلى القرم مجدداً للمرابطة قرب مدينة سيمفيروبول بصورة دائمة.
يذكر أن الاختبار المفاجئ لجاهزية القوات المسلحة الروسية بدأ يوم الاثنين مع التركيز على منطقة القطب الشمالي.
جاء ذلك في وقت، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن القرم إقليم روسي، مؤكداً رفض موسكو مناقشة وضع شبه الجزيرة هذا مع أي طرف، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وقال بيسكوف أمس: «ليس هناك أي احتلال للقرم. القرم هي أحد أقاليم الاتحاد الروسي. موضوع أقاليمنا ليس مطروحاً للنقاش مع أحد»، وذلك تعليقاً على سؤال حول تصريحات الناطقة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي حول القرم وأسباب اعتبار واشنطن هذه المنطقة محتلة من قبل روسيا.
وكان مندوب روسيا الدائم في الاتحاد الأوروبي قد اعتبر في وقت سابق أن انضمام القرم إلى روسيا لم يدهش الأوربيين بقدر ما أذهلتهم الطريقة الأنيقة والخاطفة التي أمنت بها روسيا هذه العملية.
وقال فلاديمير تشيجوف تعليقاً على كيفية تقبل الاتحاد الأوروبي لانضمام القرم «ما من شك في أنهم كانوا مذهولين، فتحركاتنا تجاه القرم كانت مفاجئة ومؤثرة بالنسبة لهم. والتأثير الأكبر لم يكن من مسألة الانضمام بحد ذاتها بل من الطريقة التي تمت بها هذه العملية، كونها كانت خاطفة وأنيقة من الناحية العسكرية ولم تخلف أي أضرار بشرية، فقد تمت عملياً من دون إطلاق رصاصة واحدة».
واعتبر الدبلوماسي أن الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والاتحاد الأوروبي لم تكن كافية لتخطي أزمة العلاقات التي بدأت بسبب الأوضاع في أوكرانيا، قائلاً: «تبين أنه على رغم من أهمية هذا المصطلح فقد كان ينقصه مضمون معين لتتخطى هذه الشراكة مثل هذه الأزمة». وأكد أنه «ليس من الصحيح اعتبار الوضع في أوكرانيا سبباً وحيداً لأزمة العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي، إذ تجمعت المشاكل وكنا نرى ذلك».
وأوضح أن «الحوار حول تأشيرات الدخول كان بطيئاً، ولم يتم تنسيق العمل في مجال السياسة الأمنية العامة، وكانت هناك مشاكل على الساحة التجارية-الاقتصادية بما في ذلك في قطاع منظمة التجارة العالمية».
كما نوه تشيجوف إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يملك استراتيجية بعيدة المدى إزاء العقوبات ضد روسيا، معتبراً أن غيابها يعود الى أسباب موضوعية، إذ «لم تستطع بروكسيل، ولم يكن بمقدورها التنبؤ مسبقاً بتداعيات هذه العقوبات عليها كما لم يكن بالإمكان معرفة مواقف جميع دول الاتحاد الأوروبي حيث تتخذ القرارات حول مثل هذه المسائل بالإجماع، بينما يرى عدد من دول الاتحاد الأوروبي أن فكرة العقوبات ضد روسيا سلبية».