تحدث عن مسيرتهما الجهادية وعلاقتهما بمغنية وبدر الدين… ونصرالله صفا: سليماني امتلك شخصية قيادية متعددة الأبعاد والمهندس قائد له باع طويل في العمل المقاوم
أكد مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله على أهمية الأدوار التي قام بها الشهداء القادة الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في مسيرة المقاومة على طريق فلسطين.
وفي لقاء خاص عن الشهداء القادة لقناة “الإتجاه” مع الإعلامية زينب عواضة قال صفا “كان لي شرف التواصل مع الحاج سليماني وأول لقاء كان في عام ٢٠٠٥ بوجود الحاج عماد مغنية ضمن مسار عمل معيّن، وبالحديث عن الحاج قاسم فإنّ التعرّف على هذا الرجل نعمة، فشخصيته تمتلك العديد من الأبعاد العقائدية السلوكية الفكرية الأخلاقية الجهادية، فقد كان يعامل نفسه كأصغر جندي في هذه المسيرة بينما هو قائدها.”
أضاف صفا “كان الحاج سليماني يمتلك شبكة علاقات دولية، وكان يتمّ التعاطي معه على أنه ظلّ القائد الخامنئي من جهة ومن جهة أخرى كانت له علاقات مع رؤساء دول كالرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأجهزة الأمنية لسائر الدول المؤثرة على الإقليم، إضافة إلى رؤيته الاستشرافية، فقد كان لدى الحاج سليماني في عام 2005 حدس بأنّ شيئاً ما يتحضّر على مستوى المنطقة وكان فعلاً ذلك المشروع ببناء شرق أوسط جديد مقدمته الحرب على حزب الله والقضاء عليه من أجل تغيير الجغرافية البشرية للبنان تمهيداً للمشاريع المقبلة.”
وعن العلاقة بين القائد سليماني والحاج عماد مغنية قال صفا “كان هناك حالة انصهار بين الحاج سليماني والحاج مغنية وسماحة السيد نصر الله بسبب تشابه الأفكار والأرواح والقلوب الموحدة التي تؤمن بأن لا شيء اسمه مستحيل، وهذا ما أدى إلى تطوير السلاح النوعي للمقاومة وما خلفه من جهد، وكان الحاج سليماني يولي أهمية كبرى بالوحدة الصاروخية لدى حزب الله نظراً لأهميتها في الدفاع عن لبنان، كما كان يهتمّ بعمليات تبادل الأسرى والتفكير بالطرق التي من شأنها تحرير الأسرى.”
أما عن علاقة الحاج سليماني بالقائد مصطفى بدر الدين قال صفا “إنّ العلاقة بينهما لم تكن بعد استشهاد الحاج عماد مغنية فمنذ 1998 حين كان الحاج ذو الفقار مسؤولاً عسكرياً للمقاومة كانت تربطه بسليماني علاقة عمل معرفة وصداقة، وبعد استشهاد الحاج عماد واستلام الحاج ذو الفقار أغلب الملفات ومنها سورية توطدت العلاقة أكثر وكان كلّ منهما يقول لن نعود من سورية إلا منتصرين أو شهداء.”
وتابع صفا قائلاً “إنّ أول من تنبّأ بالمشهد التكفيري في سورية والعمليات الانتحارية في لبنان هو الحاج قاسم والحاج ذو الفقار، وذكر صفا ما رواه الحاج عماد انه مع بداية العدوان وصل الحاج سليماني إلى الضاحية وكأنّ روحه رُدّت إليه كان يستأنس بالمجاهدين وكان يشعرهم بأنه يستمدّ منهم المعنويات في الوقت الذي هم يستمدّون منه ذلك وهذه حقيقة من تواضع لله رفعه.”
أما عن الصفات الروحية للقائد سليماني فتحدث صفا عن تعلق الحاج قاسم بمجالس العزاء والاستغاثة بالسيدة الزهراء حيث كان يقول نحن سننزل الى الميدان لكن الله هو من ينزل النصر، وهذا تجلى بوضوح في سورية خصوصاً بعد حصار أماكن عديدة في سورية حيث كان توكّل الحاج سليماني الكبير على الله والتوسل به واليقين الدائم بالنصر.
وأشار صفا إلى “أنّ سليماني سعى إلى زرع فكرة فلسطين في وجدان الشعوب الإسلامية بعد محاولة نسيانها، فقد عمل على ترسيخ فكرة العودة إلى فلسطين حيث صعد الى الحدود الجنوبية مع فلسطين بعد انتصار لبنان عام 2006، وشمّ رائحة ترابها وكان يؤمن بأنّ فكرة الدخول إلى فلسطين أمر محتوم، وكان يقول واجبنا العمل على الدخول إلى فلسطين وعندما يرى الله عزيمة وصدق المجاهدين ينزل نصره، ومنذ توليه مسؤولية قوة القدس عام 1998 أوْلى اهتماماً كبيراً بالمقاومة الفلسطينية ووفر لها إمكانات هائلة ومتطورة، إضافة إلى نقل تجربة حزب الله في لبنان، وكان لديه التمهيد لتحرير فلسطين من الداخل أولوية من خلال تجهيز الكادر البشري ونقل السلاح إلى داخل فلسطين وصولاً إلى صناعة المعادلات التي نرى نتائجها اليوم.”
وعن القائد الشهيد أبو مهدي المهندس قال صفا “كان لي شرف الجلوس مع القائد المهندس في العراق وحظيت بشرف معرفته والحديث عن إنجازات الحشد الشعبي الذي يُعتبر من إنجازات الحاج سليماني، إضافة إلى تأسيس لجان الدفاع الشعبي في سورية، والحاج ابو مهدي كان له باع طويل في العمل المقاوم، وفي فيلق بدر في الجمهورية الإسلامية، وهو بالمناسبة يتحدث الفارسية جيداً وكانت علاقته بسليماني كعلاقة سليماني بالحاج عماد مغنية، وحين كان يُسأل الحاج أبو مهدي عن سليماني كان يقول “أنا جندي عند سليماني”، وكان سليماني يقول “أنا جندي عند أبو مهدي المهندس”، كانا يعيشان نكراناً للذات في سبيل الله والله رزقهم الشهادة التي كانوا يتمنونها”.