من كوبا إلى أوكرانيا القصّة ذاتها…
} يكتبها الياس عشّي
قبل ستين عاماً، وتحديداً في تشرين الأول من عام 1962، كادت تنشب حرب نووية بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوڤياتي، بسبب شروع الروس في بناء قواعد سريّة لعدد من الصواريخ النووية في كوبا، رأت فيها الولايات المتحدة خطراً على أمنها القومي، فطلب الرئيس الأميركي جون كندي من الروس سحب صواريخهم، وهدّد بوابل من الصواريخ تطال خارطة الاتحاد السوڤياتي بكامله إنْ لم تستجب القيادة الروسية للمطالب الأميركية. واستجاب الروس، وسُحبت الصواريخ بعد أن تعهّدت أميركا بعدم غزو كوبا، وانتهت الأزمة.
اليوم وبعد ستين عاماً يتكرّر المشهد ذاته ولكن بصورة معاكسة، والمكان في أوكرانيا، فـ «الناتو»، وبقيادة الولايات المتحدة الأميركية، يؤسّس لانضمام أوكرانيا إلى ناديها، وهذا يعني أنّ الحلف الأطلسي صار في قلب روسيا، وسيهدّد أمنها القومي، والمطلوب إعادة إحياء اتفاق كوبا:
تعهدٌ روسي بعدم غزو أوكرانيا، وتعهدٌ أوروپي ـ أميركي بعدم تحويل أوكرانيا إلى قاعدة عسكرية أميركية.