صاروخ سوري يسقط التذاكي الأميركي وطائرة استطلاع

كتب المحرر السياسي:

سقطت طائرة أميركية من دون طيار بصاروخ سوري، بينما كانت تخترق أجواء سورية فوق اللاذقية، فخطفت الأضواء، فيما العيون شاخصة لمتابعة نتائج الانتخابات «الإسرائيلية»، وما حملته من تعبير عن نتائج الضياع التاريخي للناخب «الإسرائيلي»، وغياب قيادة تاريخية تحمل مشروعاً جاذباً، بعد وضوح الكساح «الإسرائيلي» العسكري مع ضربة مزارع شبعا، وثبات العقم «الإسرائيلي» في مجال المبادرات السياسية مع انسداد أفق المفاوضات الفلسطينية «الإسرائيلية»، فتساوى بالفشل والضعف التكتلان التاريخيّان المؤسّسان لـ«إسرائيل»، اليمين واليسار، اللذان تناوبا بقيادة رموز من حجم اسحق شامير وأرييل شارون، اسحق رابين وشمعون بيريز، على مشاريع الحرب والسلام «الإسرائيلية»، بفوز قوامه كان يتخطى دائماً الأربعين نائباّ لكلّ منهما، ليصير جمعهما ثلاثة أرباع نواب الكنيست، ويتنافسان على ربع الكنيست المتبقي لتشكيل الائتلاف الحاكم، ودائماً يحتاج من يشكل الحكومة لما يعادل أقلّ من نصف مقاعده فقط، بينما هذه المرة تعادل اليسار واليمين بالفشل، عبر العجز عن تخطي حاجز الربع من نواب الكنيست، فجاء كليهما برصيد دون الثلاثين نائباً، ليصير مجموعهما دون النصف، وعلى كلّ منهما أن يبحث عن شركاء يمثل مجموعهم أكثر من رصيده، بل قرابة ضعف ما عنده، ليتمكن من تشكيل حكومة، أو يتعاونا معاً كما جرى في مرات نادرة قبيل الحروب الكبرى، أو هذه المرة في الفشل الكبير لتشكيل حكومة ائتلافية برأسين، وهو الاحتمال الذي سيكون على بنيامين نتنياهو، الذي يشكل بتحالفاته المرشح الأول لتشكيل الحكومة الجديدة ويقود معسكر اليمين، مواجهته في حال فشله في التوفيق بين شركائه المفترضين العلمانيين والمتطرفين الدينيين معاً على التساكن في حكومة واحدة.

متابعة نتائج الانتخابات «الإسرائيلية»، ومسار تشكيل الحكومة الجديدة، سيضطر للانتظار أياماً قد تستمرّ لأسبوعين وثلاثة، بينما إسقاط سورية لطائرة أميركية انتهكت أجواءها صار الحدث الأول.

أراد الأميركيون التذاكي في توظيف التسهيل الذي حصلوا عليه من سورية بالتغاضي عن غاراتهم عبر أجوائها، والاكتفاء بإخطارهم بها، على رغم تأكيد سورية دائماً بتوصيفها بغير القانونية، فحاولوا توسيع نطاق حركتهم وفرض أمر واقع جديد، بتحويل التسهيل إلى استسهال، فأسقطت سورية التذاكي مع الطائرة التي انتهكت أجواءها من دون علمها ومن دون موافقتها.

سيتمّ امتصاص ردود الفعل، من الطرفين كما ترى مصادر مطلعة، تشبّه ما جرى بالذي جرى يوم سقوط الطائرة التركية، قبل ثلاثة أعوام، لكن الرسالة تكون قد وصلت، مثلما كان يمكن أن يحدث لو مرّت الطائرة واكتفت سورية بالاحتجاج، كان سيتمّ امتصاص ردود الفعل، لكن الرسالة تكون قد وصلت، ليكون الأهمّ هو رسالة من هي التي تصل، رسالة دمشق باعتبار سيادتها خطاً أحمر، أم رسالة واشنطن باعتبار الأجواء السورية مباحة لها.

في لبنان، التشريع النيابي من جهة والتمديد للقادة العسكريين والأمنيين من جهة مقابلة، يشكلان العنوان المشترك للوقت المؤكد للفراغ الرئاسي المقيم، ويشكل العماد ميشال عون والرئيس فؤاد السنيورة عنوان كلّ من الملفين، ففي ضفة يسعى الرئيس فؤاد السنيورة إلى تعطيل التشريع بربطه بحصوله على شهادة براءة ذمة عن تجاوزاته المالية، فيتمسك بحق الفيتو على التشريع وتسقط سلسلة الرتب والرواتب ومعهما الموازنة كضحايا، بينما في ضفة مقابلة يخوض العماد عون حرباً ضروساً معاكسة على مشاريع التمديد للقادة العسكريين والأمنيين، الذين قد لا يحتاج بعضهم إلى قرار من مجلس الوزراء، لكن المناصب المهمة تحتاج هذا القرار وسيكون الفيتو العوني بانتظارها، كي لا يسقط الجيش ضحية التسييس وفقاً لخطاب العماد عون الذي يرى التمديد لقائد الجيش، إعلاناً لتسييس المؤسسة العسكرية، وربط القيادة بالطموح الرئاسي، الذي يشكل السبب الوحيد للتمديد وفقاً للمطالعة التي أدلى بها عون أمام النائب وليد جنبلاط، في محاولة منه لشرح موقفه والتحذير من استسهال تمرير التمديد، الذي تنتظره مواجهة لا يخفي عون استعداده لخوضها حتى النهاية، غير آبه بالتلويح بخطر الفراغ الذي يشهره دعاة التمديد في وجهه.

فقد بدأ أمس العقد العادي للمجلس النيابي الذي يستمرّ بحسب الدستور، من أول ثلاثاء يلي الخامس عشر من آذار وينتهي في آخر أيار، لكن باكورته كانت تطيير جلسة اللجان المشتركة التي كانت مقرّرة برئاسة رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان، لمتابعة البحث في سلسلة الرتب والرواتب، وذلك لانعدام النصاب بحسب ما أعلن كنعان.

تنظير وصولاً إلى براءة الذمة

ولم يتعدّ النقاش قبل إعلان رفع الجلسة من دون تحديد موعد جديد لها، «التنظير» في موضوع السلسلة، في ظلّ إعلان تيار المستقبل ربط إقرارها بموازنة عام 2015 أولاً انطلاقاً من أنّ الواردات المخصّصة للسلسلة ضمّنت في الموازنة المذكورة، فضلاً عن تلميح رئيس كتلة المستقبل النائب فؤاد السنيورة، إلى ربطه مجدّداً بين إقرار السلسلة وبراءة الذمة لمبلغ الـ11 مليار دولار الذي أنفق في عهد حكومتيه السابقتين من دون إجراء قطع حساب له، على ما علمت «البناء» من مصادر الاجتماع الذي عقد في منزله أخيراً وضمّ وزير التربية الياس بو صعب ووزير المال علي حسن خليل.

وكان سبق جلسة اللجان لقاء بين كنعان ووزير الدفاع سمير مقبل جرى خلاله بحث في سلاسل العسكريين التي أنجزت وتمّ الاتفاق على عقد اجتماع آخر مطلع الأسبوع المقبل، كما عقد لقاء آخر لكنعان مع أعضاء من هيئة التنسيق النقابية ضمّ نعمة محفوض ومحمود حيدر. في حين التقى عدد من أعضاء هيئة التنسيق النقابية برئاسة رئيس رابطة التعليم الثانوي عبدو خاطر في أحد المطاعم المجاورة للمجلس، وزير التربية بحضور النائب علي بزي.

وبعد اللغط الذي أحدثه توزع أعضاء هيئة التنسيق بين بوصعب وكنعان، أكد الأول أنه «لا يوجد خلاف بينه وبين كنعان في مسألة سلسلة الرتب والرواتب.

وأوضح في حديث تلفزيوني، «إننا نتقاسم الأدوار لإعطاء كلّ ذي حق حقه».

«المستقبل» يواصل

هجومه عشية الحوار

على خط آخر، وعلى إيقاع الانتقادات المتبادلة بين حزب الله وتيار المستقبل، تعقد اليوم الجلسة الثامنة من الحوار بين الطرفين في عين التينة بحضور الوزير علي حسن خليل الذي يقدم مداخلة في بداية الاجتماع لترطيب الأجواء. وعشية الجلسة واصلت كتلة المستقبل بعد اجتماعها الدوري برئاسة السنيورة حملتها على الحزب متهمة قياداته بتعطيل محاولات انتخاب رئيس الجمهورية. وأعلنت «أنها تؤيد كامل مضمون وثيقة لقاء 14 آذار وتعتبرها وثيقة وطنية إضافية».

لكن الكتلة أكدت أنه «إيماناً منها بأهمية المشاركة في عملية الحوار لبحث مسألتين محدّدتين وهما: التفاهم على مبدأ الرئيس التوافقي لإنهاء حالة الشغور في سدة رئاسة الجمهورية، والعمل من أجل خفض مستويات التوتر والتشنج في البلاد، فإنها تؤكد استمرار الحوار نهجاً وأسلوباً لمعالجة هاتين القضيتين».

عون يرفض التمديد لقادة الأجهزة

ووسط هذه الأجواء، زار رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو، وعرض معه التطورات السياسية الراهنة.

وعُلم أنّ العماد عون أبلغ إلى جنبلاط رفضه المطلق التمديد لقادة الأجهزة الأمنية، وذلك بالتزامن مع إعلان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل أنه سيمدّد للضباط الذين هم على وشك التقاعد، ضمن صلاحياته، مشيراً إلى «أنّ قرار التمديد لمدير المخابرات إدمون فاضل الذي تنتهي ولايته يوم الجمعة المقبل في 20 الجاري، لا يحتاج إلى قرار من مجلس وزراء».

الراعي: أحاول جاهداً احتضان «الرباعي»

وعلى صعيد الاستحقاق الرئاسي لم تبرز أي معطيات تشير إلى حلحلة قريبة لهذه المسألة، في حين رأى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي «أنّ التوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية من أيّ من الأطراف السياسية يحتاج إلى مبادرات»، مشيراً إلى «أنّ بكركي ستقرع الأجراس عند انتخاب رئيس جديد».

ولفت الراعي إلى «أنّ علاقة بكركي جيدة مع كلّ الأطراف السياسية على مختلف مشاربهم وانتماءاتهم، وبكركي كانت وستبقى على مسافة واحدة من الجميع وهي لا تزال تسعى إلى جمع كلمة اللبنانيين حول العناوين الوطنية».

وأعلن الراعي «انه حاول جاهداً احتضان اللقاء الرباعي الذي جمع زعماء الكتل النيابية الأربع، ولن يتوقف عن السعي مع الجميع، على قواعد أهمية مصلحة لبنان»، معتبراً أنه وعلى رغم عدم تمكن السياسيين من الوصول إلى توافق تامّ سيبقى يدفع باتجاه اللقاء والحوار، وستبقى بكركي داعمة لكلّ الحوارات القائمة وستبقى على مسافة واحدة من الجميع».

قصف بري وجوي لمواقع الإرهابيين

أمنياً، لا يزال التوتر يخيّم على جبهة الجرود التي يحاول المسلحون الإرهابيون التسلل منها إلى مراكز الجيش في عرسال وبعلبك. ورصد الجيش أمس إحدى المحاولات فتصدّى للمسلحين بالمدفعية الثقيلة والمتوسطة بمؤازرة طوافة عسكرية شاركت في القصف من الجو ولا سيما باتجاه منطقة درب العرب القريبة من وادي رافق الواقعة بين بلدتي رأس بعلبك والقاع، كما أغارت على تلة خرخونة بين بلدتي رأس بعلبك والفاكهة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى