تدريبات قتالية ضخمة للأسطول الروسي في ثلاثة بحار
بدأ الأسطول الحربي الروسي مناورات واسعة النطاق تشمل بحار بارينتس والبلطيق والأسود، حيث نقل عن الدائرة الصحافية التابعة لوزارة الدفاع الروسية أن البحارة الروس سيتدربون في المياه الشمالية على أساليب القتال البحري كافة.
وعلى سبيل المثال، سيقوم البحارة بالرماية باستخدام الطوربيدات والمدفعية وقنابل الأعماق وزراعة الألغام وإنزال القوات في ظروف القتال، ولتنفيذ المهمات المطروحة في التدريبات تم تشكيل وحدات تكتيكية ضاربة تضم سفناً صاروخية ومضادة للغواصات وكاسحات ألغام.
وبالتزامن مع ذلك أبحرت حوالى 20 سفينة تابعة لأسطول البلطيق من أماكن رسوها لتنفيذ عمليات الرماية بالصواريخ والمدفعية على أهداف فوق سطحية وتحت سطحية وجوية. وهدف المناورات في البلطيق هو التدرب على أساليب الدفاع المضاد للغواصات والجو.
وفي البحر الأسود، وُضعت وحدات من مشاة البحرية في حالة التأهب، إذ يتعين على العسكريين وفق سيناريو التدريبات التصدي لمجموعات تخريبية ولضربات جوية يشنها العدو الافتراضي. يذكر أن التدريبات تجرى في محيط مضيق كيرتش أي بالقرب من شبه جزيرة القرم التي انضمت إلى روسيا منذ عام.
وكانت سفن أسطول الشمال قد أنجزت الثلاثاء المرحلة الأولى من التدريبات، والتي كانت ترمي إلى تعزيز مهارات التنسيق بين القوات البحرية الأساسية ومجموعات السفن الضاربة المعنية برصد غواصات العدو الافتراضي.
وشاركت في التدريبات التي أجريت قبالة سواحل مقاطعة مورمانسك طائرات مضادة للغواصات من طراز «إيل-38» ومروحيات مضادة للغواصات «كا-27 ب لـ«، واستخدمت الطائرات أجهزة السونار والرادار التي تحملها، واختبرت أسلحة مضادة للغواصات.
كما قام طيران النقل العسكري التابع لسلاح الجو الروسي بعملية ناجحة لنقل عسكريين من قوات الإنزال الجوي التابعة للدائرة العسكرية الغربية إلى مطار أولينيه في مقاطعة مورمانسك. وشارك في التدريب أكثر من 30 طائرة ومروحية، بما فيها مروحيات «مي-24» و«مي-8» وطائرات «إيل-86». وقطعت بعض الطائرات في طريقها إلى مورمانسك مسافات تزيد عن 1500 كيلومتر.
يذكر أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أعلن في وقت سابق أن الاختبار المفاجئ لجاهزية القوات المسلحة يشمل 38 ألف عسكري وأكثر من 3 آلاف آلية حربية و41 سفينة و15 غواصة و110 طائرة ومروحية.
وذكر متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية أن القوات الاستراتيجية النووية التابعة لأسطول الشمال الروسي أكدت جاهزيتها القتالية العالية خلال الاختبار المفاجئ للقوات المسلحة الروسية والذي بدأ يوم الاثنين الماضي.
وأوضح المتحدث للصحافيين أن الجنرال فاليري غيراسيموف رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، نائب وزير الدفاع الروسي، تفقد أمس قاعدة قوات الغواصات التابعة لأسطول بحر الشمال في بلدة غاجييفو بمقاطعة مورمانسك.
كما زار الجنرال إحدى الغواصات الاستراتيجية من فئة «دولفين». وتجدر الإشارة إلى أن غواصات «دولفين» تشكل أساس القوات البحرية الاستراتيجية النووية في روسيا، إذ تضم التشكيلة القتالية للأسطول الحربي الروسي 6 غواصات من هذه الفئة.
وقامت الفرق القتالية في طاقم الغواصة، بتدريب نفذت خلاله المهمات الموكلة إليها طبقاً للمعايير التي وضعها ضباط هيئة الأركان. وأكدت نتائج التدريب جاهزية طاقم الغواصة واستعداده لتنفيذ مهماته.
وفي جزيرة ساخالين بالشرق الأقصى الروسي تقوم وحدات من المشاة الآلية وقوات الدبابات والمدفعية والصواريخ المضادة للجو بالتدرب على الدفاع المضاد لعمليات الإنزال، وذلك بدعم سلاح الجو. ويشارك في التدريبات الاستراتيجية للقيادة والأركان أكثر من 3 آلاف عسكري ونحو ألف آلية خاصة ومنظومة سلاح.
ويذكر أن التدريبات المكثفة تجرى في إطار الاختبار المفاجئ لجاهزية القوات المسلحة الروسية، والذي يجرى بأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ومن المتوقع أن ينتهي الاختبار يوم 21 آذار.
وتجرى هذه المناورات المفاجئة بالتزامن مع استمرار التدريبات في جنوب وشرق روسيا والتي تشارك فيها وحدات المدفعية، فيما تجرى تدريبات لسلاح الجو وقوات الدفاع الجوي في كل أنحاء البلاد تقريباً.