} يوسف المسمار*
رَسَّخَـتَ في زَمَنِ الكَوَارِثِ حِكْمَةً
إلاَّ بهــا مَـعْـنى الـفِـدى لا يُـفْـهَــمُ
هيَ حِكْمَةُ التَصْميمِ في طَلَبِ العُلى
بـإرادةٍ تُـلْغـي المُحــالَ وتُهْــزِمُ
فَـبَـلغْـتَ يا بشـــارُ أرْفَـعَ رُتْـبَـةٍ
بعُـلُـوِّهـا رُتَـبُ الفَـخــارِ تُـقَـيَّـمُ
بشَّـارُ يا بُشْـرى انْـطلاقِ تَجَـدُّدٍ
في العَـزْمِ والفعـلِ السليـمِ يُعَـلَّـمُ
أنْـتَ الذي انْـتَـظَـرَ الأبـاةُ قُـدُومَهُ
ليُـذِلَّ مَنْ ظَلمَ الشعـوبَ ويَـظْـلِـمُ
ويُـعـيـد للإنســانِ قـيـمَـتَـه التي
اغْـتُصِبتْ بأحقادِ الألى قد أجْرَموا
فارْفَـعْ جَبـيـنَـكَ للنجـومِ فـانَّـه
بـبهـائـهِ الـتـاريـخُ صارَ يُـنَـغِّـمُ
واهْـتُـفْ بصوتِـكَ: إنَّ فـيـنـا قـوةٌ
فَـعَـلـتْ وأبْـراجَ الطُغـاةِ تُهَـدِّم
هيَ سوريا نَـبْعُ الإبـاءِ وحُصنُهُ
فَمَنْ اسْـتَخَـفَّ بسوريـا يَـتَحَطَّـمُ
هيَ مَهْدُ مَنْ جَعَلَ الحياةَ عزيزةً
وبعـزّهـا عِـزُّ الحـيـاةِ يُـراكِـمُ
كانتْ وتبقى في الوجودِ عظيمةً
وتظـلُّ في دربِ التألّـق ِتعْـظُـمُ
وتُعلّمُ الأممَ الكرامة َفي الوغى
كيف التَـفَـوّقُ بالبطـولـةِ يَـنْجُـمُ
فاسْـلـمْ لأمتـكَ التي لـنْ تـنحني
مهما الدواهي بالشرورِ تُحَمْحِمُ
ما فـازَ في هـذا الوجودِ مُسالِـمٌ
مُتَخـاذلٌ مُسْـتَجْـبِـنٌ مُسْـتَـسْـلِمٌ
بل فازَ مَنْ مَلأَ الوجودَ بُطـولةَ
وبكل ما اخْتَزَنَ الإبـاءُ يُـقـاومُ
فالحُرُّ لا يَخْشى الحروبَ وإنما
يَخْشى الهوانَ وبالنذالةِ يُوصَمُ
خَوْفُ العزيزِ مِنَ الهزيمةِ دائمٌ
والخَوْفُ مِنْ فعلِ النذالةِ أدْوَمُ
أما الـذليـلُ فبالخـيـانةِ فَخْـرُهُ
ولـهُ التَحَلّي بالكَـرَامَةِ مُؤْلِـمُ
إنَّ الحـيـاةَ عـقـيـدةٌ وكَـرَامَـةٌ
ببطـولةٍ تَـرْقى ووعيٍّ تَعْـظُـمُ
لكنَّ في الجُـبْـنِ الحياةُ حـقيـرةٌ
مهما شـفاهُ الخانعـيـن تُـتَـمتِـمُ
هيَ وقْفَةُ العزِّ التي تَعْني الفِدى
وبـدونِ ذلـكَ فالحـيـاةُ تَـوَهُّــمُ
يَـكْفيـكَ يا بشارُ أنَّـك لـمْ تَكُـنْ
أبـداً بتَـفْـريـطِ الحـقـوقِ تُساومُ
فـتحـيـةُ الأحـرار للحُـرِّ الـذي
بثبـاتـهِ بَـغيّ الطُـغـاة يُهـاجِـمُ
لـتـدومَ سوريّـا المَحَـجَّ لكلِّ مَنْ
رامَ الإبــاءَ وللـعُـلى يَـتَـقَـدّمُ