واشنطن وقرار إحياء «داعش»
} رنا جهاد العفيف
مشهد يتكرّر في سجن غويران في الحسكة، الحدث الأكبر من حيث النتائج والحساب، والذي يقبع المئات من عناصر التنظيم داخله، تمكّن بعضهم من الفرار باتجاه الأحياء المحيطة، ونشاط داعشي متواز للأزمة السياسية في العراق، فأيّ صدفة سياسية تحمل معها الانسحاب الأميركي المفترض في المنطقة؟
أنشطة خلايا «داعش» تعود لعمليات النقل التي كان يقوم بها الاحتلال الأميركي مسبقاً، وذلك لإعادة تنشيط أدوارها من جديد واستمرار ذريعة بقاء قواتها في سورية والعراق، بحجة محاربة التنظيم، وبحسب مصادر مطلعة، فإنّ عودة ظهور خلايا «داعش» في البادية السورية، تعود أيضاً لعمليات نقل معتقلي «داعش» من السجون إلى البادية لتنظيم هجماتها في المنطقة بدعم أميركي، الذي كان يدفع الأكراد والحلفاء لضرب مواقع الجيش العربي السوري، ويشهد على ذلك مخيم الهول الذي يحوي على المئات من عوائل معتقلي «داعش»، عندما فرضت واشنطن توحيد أعلام المقاتلين تحت علم قوات سورية الديمقراطية، وهنا الصورة واضحة، أيّ محاولة تهريب مسلحين الحسكة شمال سورية، يعني تحرك التنظيم في العراق أيضاً، وكلّ هذا يتقاطع مع وثيقة استخباراتية مسرّبة، لإعادة إحياء «داعش» مجدّداً، لأسباب توضيحية تتعلق بما يلي…
أولاً: الهجوم على سجن الصناعة وقبله البادية السورية، تمثل ساحة صراع قد تكشف حسابات استعادة «قسد» لما يجري على الساحة بطلب الدعم من أميركا لتبرهن على حاجتها لها في المنطقة بغية تحقيق موارد مالية والظفر بمصالح سياسية تعيد طرح ملف معتقلي داعش .
ثانياً: الصدفة السياسية ونقطة تلاقي الساحتين السورية والعراقية ضمن سلسلة التفجيرات الانتحارية في بغداد، لها دلالات واضحة على وجود قرار بإحياء التنظيم جغرافيا وسياسياً، بهذا التوقيت الحصري، تزامناً مع التحذيرات العراقية من إعادة المشهد السياسي في المنطقة عقب الانتخابات .
ثالثاً: الاستغلال الأمني في ظلّ الانغماس السياسي، يُضاف إليه كشف كتائب حزب الله العراقية عن تورّط سياسي في دعم التنظيم، تكشف خطط لتهريب خمسة آلاف معتقل لداعش، بينهم قيادات خطيرة في سجون «قسد»، إذ هنا ما يجعلنا نسلط الضوء على المنفعة الأميركية من إعادة تحريك «داعش» تقاطعاً مع روايتها بضرورة عدم الانسحاب من المنطقة، لتبقى الصورة هي بعدم الاكتفاء بها، لماذا حصراً المنفعة الأميركية؟
وقد أثير جدل سياسي حول ملف مقاتلي «داعش» في سورية والعراق، إذ أنّ مؤتمر ميونيخ للأمن، كشف خلافات أميركية أوروبية حول هذا الأمر، مع الإعلان عن سقوط مدوّ لتنظيم الدولة الاسلامية، ومداولات مؤتمر الأمن العالمي في ميونيخ الذي شارك فيه نائبه مايك بنس، دعا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الدول الأوروبية، ومنها بريطانيا لإعادة ومحاكمة مواطنيها «الجهاديين» في سورية، مهدّداً بأنّ الولايات المتحدة ستضطر للإفراج عنهم، أيّ تهريبهم لتعيد شبح «داعش» التي ستؤدّي لها أدواراً وظيفية على أكثر من ساحة.