لا يا معالي وزير الإعلام
اتهم وزير الإعلام في مطالعته بعد جلسة الحكومة المخصّصة لبدء نقاش الموازنة، كل الذين وصفوها بموازنة الزيادات الضرائبيّة بالتسرّع، ومحاولة تشويه موازنة ستحقق النمو، متهكماً على المنتقدين بسؤال، موازنة من أحد عشر ألف صفحة كيف قرأتموها لتنتقدوها؟
لمعالي الوزير نقول إن المثل القائل بأن «المكتوب بينقرا من عنوانو» ليس عبثياً، فمن يرى الغيوم السوداء تلبّد السماء لا يحتاج لقراءة نشرات الطقس وسماع تحليلات الخبراء ليعرف أن ثمة أمطاراً مقبلة، ومَن يقرأ ارتفاع واردات الموازنة خلال مسار 2019 و2020 و2021 بنسب لا تصل الى 50% بين سنة وأخرى، ويراها تقفز عبر ما جاء في موازنة 2022 قياساً بموازنة 2021 إلى قرابة 400% دفعة واحدة، دون أية أبواب لمساهمات تأتي من أبواب كاستعادة أموال منهوبة، أو تسديد خسائر، أو ضرائب على المصارف، ولا يستنتج أن الموازنة بنت عائداتها المرتقبة على قطب مخفيّة في الدولار الجمركي، وضرائب جديدة كزيادة الرسوم على القيمة المضافة، وسواها من أبواب تحصيل جديدة، يستخفّ بعقول اللبنانيين.
بينما زادت واردات الموازنة ونفقاتها بنسب متقاربة تعادل 400%، لم تتم زيادة تتعدّى الـ 100% لدخل الموظفين، وبصورة غير ثابتة، ما يجعل الموازنة غير متوازنة، ويستدعي من الوزراء قبل التطوّع لتسويقها وتجميلها، للتمعن في صفحاتها واكتشاف عوراتها، والكشف عنها، لتصحيح مكامن الخلل، قبل إقرارها، وقبل دعوة اللبنانيين للاعتراف بجميلها، والنمو الموعود في كلام الوزير لن يتحقق كسواه من قبله، ما لم تقم موازنة متوازنة.
مهمتكم يا معالي الوزير قبل تسويق هذا المنتج المشوّه هو إعادة التوازن المفقود فيه، إليه، وثقوا عندها أن «المكتوب بينقرا من عنوانو «، ولن يحتاج اللبنانيّون لنصيحة عدم التسرّع قبل الحكم على الموازنة.