ارتداد الضربة اليمنية في العمق «الإسرائيلي»
} رنا العفيف
ترقب «إسرائيلي» في وسط تطورات ابو ظبي، واهتمام أمني وعسكري يشغل الفكر «الإسرائيلي»، إضافة لتوجه أصابع الاتهام إلى إيران إزاء الهجوم الذي شنّه الجيش اليمني وأنصار الله في الإمارات. ماذا عن توجهات الرسائل الردعية اليمنية، وفي أيّ اتجاه ومدى ستصبّ مفاعيلها في المنطقة؟
الهجوم الذي شنه الجيش اليمني واللجان الشعبية في اليمن بواسطة المسيّرات، دكت في العمق الاستراتيجي للإمارات، فتردّد صداها في «إسرائيل»، بإبداء الدعم والمساندة والوقوف إلى جانبها، والتحريض ضدّ إيران، بطريقة ممنهجة، وطبعاً خشية من تكرار السيناريو في «إسرائيل»، بحسب خبراء ومحللين بالشؤون العسكرية والأمنية مهمتها الاطلاع على المستجدات في المؤسسات العسكرية في أبو ظبي.
هذا الترقب المشبوه، يمثل خللاً كبيراً في نظام الأمن «الإسرائيلي» المنغلق سراً، وقد كشفته القدرات الصاروخية اليمنية من خلال الضربة التي اخترقت الخاصرة الاستراتيجية للإمارات، وحدثت ضخاً إعلامياً «إسرائيلياً» متوجهاً نحو الرأي العام العالمي، لتغطي على جرائم حلفائها، وبذات الوقت لتقلص المناورة «الإسرائيلية» والتأثير على ما يدور في الغرف المغلقة في فيينا، بما أنها تعتقد أنّ إيران أقدمت على مفاوضات فيينا ليس من موقع القوة، بل بسبب امتلاكها الخبرات العلمية، إضافة لقدرتها العالية على فرض الشروط التي لا تناسب أميركا ومساندتها «إسرائيل»، فكان المقصود الرئيسي بالردّ اليمني من خلال الرسائل المتعدة الاتجاهات، هي…
دول التطبيع المرتهنة بشكل كبير بالقرار العسكري، وبطبيعة الحلفاء وعلاقاتهم التجارية والسياحية والاقتصادية التي لها علاقة وطيدة مع الكيان الصهيوني وفي مقدمتهم الإمارات، نظراً لدورها المهمّ في المنطقة بحسب «إسرائيل».
وفي ما يتعلق بالخطر الحقيقي الذي تخشاه «إسرائيل»، هو تنامي القدرات الصاروخية لدى اللجان الشعبية اليمنية، فخرجت مسرعة بمصطلحات ومفردات كانت قد عنونتها كأنها الخطاب السياسي الصهيوني وفتح مجال قنواتها للتضليل والفبركة وإبرام صورة الخطاب الإعلامي بما يتناسب معها على أنّ العدوان الممارَس على اليمن منذ سبع سنوات حتى اليوم لا أساس له من الصحة، وهذا طبعاَ له دوافع أميركية تنحدر نحو طموح وأحلام الشعب اليمني.
إذ أنّ الاتجاه الآخر من الرسائل المتبقية تتعلق بالإدارة الأميركية، التي تحاول دائماً أن تكون على أهبة الاستعداد لتقديم النموذج «الإسرائيلي»، بما أنها جاهزة لأن تكون بمثابة المساند والداعم الأول لسياسة الأنظمة التابعة للولايات المتحدة الأميركية التي تنفذ سياستها في المنطقة شرط ان تكون مرتبطة بشكل عضوي في المشروع الأميركي، وضمنياً «الإسرائيلي»، وحكماً لها علاقة مركزية في منطقة الشرق الأوسط وما يتعلق بالأمن «الإسرائيلي»، وطبعاً هذه العوامل جميعها لاحظنا الحديث «الإسرائيلي» وهو يتمحور حول تعاظم القدرة الصاروخية والقلق الجشع خشية ضربة مماثلة لها، والتي جاءت رداً على جرائم العدوان في صنعاء والحديدة وصعدة، وذلك من خلال بيان للقوات المسلحة اليمنية حيث قالت: أيّ اعتداءات مماثلة بجريمة صعدة، ستكون مهدّدة للسلام في الشرق الأوسط، والمنطقة، أمام ما يجري من جرائم في اليمن في ظلّ التعتيم الإعلامي الذي سبق وقطعت الاتصالات في الحديدة، فارتدادات الضربة ومفاعيلها ربما قد تطال «إسرائيل» بما أنها أيضاً ضمن دائرة الاستهداف في حال أقدمت على حماقة سياسية او عسكرية، فالجيش اليمني وقدراته العسكرية اليوم ليس كما قبله في ظلّ حشد تضامني من الشعوب التي ضاقت ذرعا من الكيان الصهيوني.