لماذا الجهل والحقد…؟
} عمر عبد القادر غندور*
تداعيات عزوف الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل عن الانتخابات ترشيحاً ومشاركة، ما زالت تتوالى فصولاً، والرجل قال كلمته بناء على معطيات وظروف ووقائع…
وسرعان ما نهض رئيس القوات اللبنانية لاستغلال «العزوف» لملء «الفراغ السني» داعياً «الاخوة» في تيار المستقبل الى التنسيق معه! وهو ما استفز قيادات التيار الأزرق ومؤيديه، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بردود فعل غاضبة مذكرة بكلام لسمير جعجع أطلقه قبل شهرين معلناً نهاية تيار المستقبل؟ وتغريدات أخرى من مسؤولين في التيار ومؤيديه مثل:
ـ وقت ما عزناك ما لقيناك.
ـ سمير جعجع لم يسمّ سعد الحريري لرئاسة الحكومة وعدم التعاون معه ٢٠٢٠.
ـ جعجع لم يقف مع الحريري في لحظات العسر السياسي.
ـ جعجع لوراثة الحريري والإيحاء بأنه يمثل السنة.
ـ جعجع «يخوزق» الحريري ويسعى لوراثته.
ـ ويقول عضو كتلة المستقبل وليد البعريني: جعجع متورّط حتى النخاع في طعن المستقبل.
ـ وسمير جعجع دعا الى قبول استقالة الحريري التي أعلنها من الرياض.
ـ المستقبل لن يشارك في الانتخابات وجعجع يصرّ على التنسيق.
هذا في الشكل، أما في المضمون، سمير جعجع ملتبس لأنّ تاريخ المذكور المُدان بقتل رئيس وزراء لبنان رشيد كرامي، وأدواره في الحرب الأهلية اللبنانية، وسجله العدلي وخروجه من السجن بعفو، كلّ ذلك لا يؤهّله ليكون ممثلاً للمسلمين السنة بأيّ شكل من الاشكال، ولا قيمة لما يبذله لوراثة السنة لأنه أضغاث أحلام بعدما قال الرئيس سعد الحريري كلمته ومشى.
ويقول مراقبون انّ لبنان بالنسبة الى المملكة السعودية قضية خاسرة، خاصة في رهانها على أن تقوم مواجهة بين السنة والشيعة، على عكس سمير جعجع الذي يتخذ مقاربة راديكالية، وهو ما ينسجم مع الرؤية السعودية وربما يلقى تشجيعاً لملء الفراغ.
إلا أنّ الأخطر من ذلك ما قاله مسؤول الإعلام في القوات اللبنانية شارل جبور عبر شحنة شتائم للمقاومة ختمها بالقول:
حزب المقاومة يحمل عقيدة الجهاد وهي «تجليطة» من آلاف السنين ويريد ان يحارب لأجلها ونحن نريد ان نعيش»!
للعلم… المقاومة الإسلامية في لبنان وجدت عام ١٩٨٢ والعقيدة «التجليطة» التي امتدّت إلى ما يزيد عن ألف و٤٠٠ سنة هي عقيدة المسلمين، وتمثل أحد أهمّ المظاهر المشرقة في حياة المسلمين تصديقاً لقوله تعالى «وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِه» و «وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ «وهو ما ترجمته المقاومة في لبنان عام ٢٠٠٠ و ٢٠٠٦ وفي الدفاع عن سيادة لبنان وما زالت.
مثل هذا الغباء وهذا الجهل والحقد يمكن المرور عليه إذا كان في السياسة، أما أن يكون إساءة لعقيدتنا فهو ما لن نسمح به أبداً، مؤكدين احترامنا لعقيدة من أساء الى عقيدتنا، وليعش كما يريد…