مدارات بين عدن ومجلس الأمن… اليمن إلى أين؟
نيبال هنيدي
في وقت بدأ مجلس الأمن بتداول الملف اليمني على خلاف الآمال السعودية بتحديد الرياض مكاناً للحوار اليمني، تزداد حدة تحركات السعودية لإذكاء نار الفتنة والخلافات بين الأطراف الموالية لها في اليمن لتحويل هذا البلد إلى ساحة حرب مفتوحة، في محاولة لحرف الأنظار عن المشهد السياسي.
فتفجر الوضع الأمني المتوتر أساساً في عدن والذي اتخذها الرئيس عبد ربه منصور هادي عاصمة موقتة له منذ وصوله إليها في شباط الماضي، مع وصول قوات عسكرية موالية له من أبين، للمشاركة في إنهاء ما يصفه بتمرد قائد القوات الخاصة الرافض قرار إقالته، وازدادت حدة هذا التوتر بعد توقف حركة الملاحة الجوية في مطار عدن صباح أمس، بعد اشتباكات عنيفة في محيطه بين مسحلين من اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي، وقوات الأمن المركزي الخاصة الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، والتي رفضت إقالة العميد عبد الحافظ السقاف من قبل هادي، وخرج السقاف من أيام قليلة عن صمته ليوضح أسباب رفضه قرار إقالته الأسباب التي عزاها إلى أن القرار جاء ببديل من خارج قوات الأمن والخوف من انهيار الأمن في عدن وسيطرة تنظيم «القاعدة» الذي قال إنه بات ينتشر في المدينة، إضافة إلى عدم مراعاة الظرف الحساس الذي تمر به البلد ككل وعدن على وجه الخصوص، وأنه محاولة لتفجير الأوضاع على أسس مناطقية وجهوية.
كل ذلك بعد أيام من إجراء حركة أنصار الله مناورات مشتركة بين اللجان الشعبية التابعة لها وقوات من الجيش في صعدة على الحدود مع السعودية. في ظل تحركات مشبوهة لعناصر القاعدة في أكثر من محافظة جنوبية، حيث تتجه أصابع الاتهام بتفجير الوضع عسكرياً نحو الرئيس هادي ودول خليجية وعلى رأسها السعودية، على إثر إجراءات فتح باب التجنيد في أربع محافظات جنوبية إضافة إلى إعادة الضباط الجنوبيين المسرحين قسراً إلى الخدمة بعد التزام دول خليجية دفع رواتبهم.
هذه الإجراءات التي سعى هادي من خلالها إلى إعادة ترتيب وضع المؤسسة العسكرية في الجنوب وإعادة موازين القوى مع الشمال كما يقول حمزة الحوثي عضو المجلس السياسي لأنصار الله.
فهل يسمح الحوثون وقوى الحراك اليمني للسعودية بالعودة إلى الساحة اليمنية بقوة اميركية أم سيكون لواشنطن توجه آخر، وخصوصاً بعد المعلومات التي أوردتها صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن أن وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون تواجه أزمة في اليمن بعد فقدان معدات عسكرية تقدر قيمتها بنصف مليار دولار كانت متوجهة لدعم الجيش اليمني لمواجهة فرع تنظيم القاعدة فيه.
التحركات الخليجية لإضرام النار بين الأطراف الليبية، ربما يصطدم بما يجري في مجلس الأمن والذي تحركه واشنطن بما يخص الحوار اليمني من جهة تسمية مكان للحوار غير الرياض وتولي المبعوث الأممي جمال بن عمر توجيه الدعوات وتسمية الأطراف، على وقع ما كشف عنه زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي عن اتصالات مع السعودية لفتح حوار ندي بين البلدين يبدأ بوقف السعودية تدخلها في الشأن اليمني مع الاتفاق على عدم نقل حوار القوى السياسية إلى خارج اليمن، وفي ظل خلافات حول مستقبل هادي.