ظريف: المحادثات تقترب من نهايتها وهناك تقدم على رغم بعض العقبات

اعتبرت الخارجية الأميركية أن فوز رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو لن يعوق جهود الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي.

وأكدّت المتحدثة باسم الخارجية جين بساكي أن واشنطن على علم منذ فترة طويلة بآراء نتنياهو بشأن ايران، ولا تعتقد أن فوزه أثر أو سيؤثر على المفاوضات مع ايران.

واكدت ان المحادثات صعبة ولكنها بناءة، وأقرّت أن المفاوضات بشان الجوانب الفنية المعقدة كانت مهنية ومثمرة من حيث تحديد المسائل الفنية وتوضيحها، واستدركت بالقول: «نحن ندفع بأكبر قدر ممكن الآن لنرى ما يمكننا أن نفعله هذا الأسبوع. لا يزال أمامنا يومان».

إلا أنها أعادت تأكيد أن المهلة النهائية هي نهاية آذار «وهذا ما نعمل على تحقيقه»، مؤكدة أنه حتى الآن لم يصدر إعلان اجتماع لجميع وزراء خارجية دول «مجموعة 5+1» للتوقيع على اتفاق.

وفي السياق، نفى مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية أمس صحة التقارير عن تداول مسودة بين القوى العالمية وإيران لاتفاق بخصوص برنامج طهران النووي. وقال: «القضايا الإطارية الأساسية ما زالت موضع مناقشة واسعة. لا توجد مسودة يجرى تداولها».

من جهة أخرى، قال آدم زوبين القائم بأعمال وكيل شؤون الإرهاب وتعقب الأموال المشبوهة بوزارة الخزانة الأميركية أمس، إن الولايات المتحدة سترفع العقوبات عن إيران على مراحل في إطار أي اتفاق نووي وإن ذلك سيكون مرتبطاً بتحركات «يمكن التحقق منها» تقوم بها إيران في الحد من أنشطتها النووية.

وأضاف زوبين أنه إذا توصلت القوى لاتفاق فإن واشنطن لا تزال تعتزم أن تبقي أي عقوبات مرتبطة بدعم إيران لجماعات متشددة وانتهاكات حقوق الإنسان وغيرها من أنشطة «زعزعة الاستقرار» في الشرق الأوسط.

إلى ذلك، قالت مصادر إعلامية إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكد أن المحادثات النووية تقترب من نهايتها وأن هناك تقدماً على رغم بعض العقبات، مشيرة إلى توقعات بإجراء لقاء آخر بين ظريف ونظيره الأميركي جون كيري في لوزان، مع وجود حديث عن إمكان تمديد فترة المفاوضات حتى الأحد المقبل.

من جهة أخرى، أعلن كيري أمس أن المحادثات مع إيران حول برنامجها النووي تواجه قضايا صعبة، إلا أنها شهدت تقدماً، وذلك قبل المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق سياسي في 31 آذار، وقال: «نبحث بعض القضايا الصعبة، إلا أننا حققنا تقدماً».

واعتبر مفاوض أوروبي أن القوى الكبرى وإيران بعيدة من إبرام اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، وقال المفاوض، الذي رفض الكشف عن اسمه، لبعض الصحافيين في لوزان إن «فكرة التوصل إلى اتفاق مساء الجمعة غير واردة برأيي»، مضيفاً: «أعتقد أننا بعيدون من اتفاق. لم نصل بعد إلى هذه المرحلة».

وانطلقت أمس في لوزان الجولة السادسة من المحادثات بین كيري و ظريف، بحضور مساعدي وزیر الخارجیة الإيراني عباس عراقجي ومجید تخت روانجي ومساعدة وزیر الخارجیة الأميركـي ویندي شرمن.

وبالتزامن مع هذه المحادثات، یجري رئیس منظمة الطاقة الذریة الإيرانية علي أكـبر صالحي محادثات مع وزیر الطاقة الأميركـي إرنست مونیز بشأن نقاط الخلاف التقنیة المتبقیة.

وأفادت مصادر إعلامية بأن المفاوضات اصطدمت بشرط إيراني يتمثل في إلغاء كل القرارات الصادرة ضد إيران في مجلس الأمن منذ عشر سنوات بقرار جديد تحت الفصل السابع، وهو الأمر الذي ترفضه الدول الغربية، بالتزامن مع اقتراب حسم كل القضايا الفنية.

وأوضحت المصادر أن هناك شرطاً إيرانياً على الطاولة هو أن تقبل مجموعة 5+1 بإصدار قرار دولي تحت الفصل السابع يلغي قرارات مجلس الأمن التي صدرت منذ عام 2005 وتحت الفصل السابع، لكي يمهد الأرضية لرفع العقوبات والحظر عن إيران.

حيث اصطدم الشرط الإيراني برفض مجموعة 5+1 وشكل العقبة الرئيسية حالياً، في وقت أشارت المصادر نفسها إلى أنه بعد يوم الجمعة ومع نفاذ الوقت تتراجع الفرص أكثر للتوصل إلى اتفاق إطار، فيما يتردد في الأوساط الإعلامية الغربية في حال عدم التوصل إلى اتفاق أن تكون هناك جولة أخرى من المفاوضات في المستقبل القريب ربما في غضون الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين.

وأشار مصدر غربي في أحد الوفود المشاركة في المفاوضات إلى أنه في حال تعذر الوصول إلى اتفاق حتى الجمعة 20 آذار في لوزان، فلن يكون مستبعداً بدء جولة أخرى في 25 أو 26 آذار في المدينة ذاتها.

ومن جهة أخرى، قال مصدر إيراني مقرب من المحادثات إن هناك إمكاناً للتوصل إلى اتفاق سياسي بخصوص البرنامج النووي الإيراني بحلول صباح يوم الجمعة، مؤكداً عدم ضرورة وجود وزراء خارجية مجموعة «5+1» في هذه المحادثات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى