مشاركة

أمي… وهل أنساك؟

غريبة عن نفسي، إذا سرقتني هنيهة من سمائك!

ظلم أن يسجن الحبّ والرجاء بين واحد واثنين: 21

فالزمن ليس عبثاً، بل تجسيد وجود بعد عدم، ونور بعد ظلام، وعطاء بعد عطاء

وحيث لا يتّسع المحدود للمطلق، يرمز إليه

وحدها الكائنات المصطفاة، فيها من قدسية الإله، ومنها أنت!

فماذا نقول في من شاءها الله باعثاً إلى النور والحياة؟

ماذا نقول في من كتب فيها جبران ما كتب: «هي الروح الأزلية الأبدية المملوءة بالجمال والمحبة». و«وجه أمي وجه أمتي»!

وأنشد مارسيل خليفة من شعر محمود درويش: «وأعشق عمري، لأني إذا متّ أخجل من دمع أمي… »!

نغضي حياء من حنوّ عينيك، من تعب يديك، من فيض كفيك… من بسمات أمل تروين بها جفاف حياتنا، من وقفات عزّ تتوّجين بها ريعان فلذات، ارتقوا، فصاروا مجد الوطن، وإباء الأمة

أمّي، يا كلّ الحنان تذيب رقّته الحجر… يا كلّ الصدق، نادر هو بين البشر. يا كلّ التضحية، من يستطيع الوفاء؟ يا كلّ المحبة، فيها عطاءات الأرض وجود السماء

ليتنا نلملم الأنوار والزهور، نخبّئ سناها والعطور، ننثرها عند قدميك!

يا أسطورة الحبّ والحنان، في زمن ضاع فيه الأمن والسلام

نناديك، علّمينا المحبة، والأخلاق، والصدق والوفاء

أبعدينا عن المفاسد، أيقظي فينا الإنسان، وقدسية الانتماء والحرية

ازرعي فينا الثبات على الحق، والتمرّد على الباطل، وتواضع الشجاعة والعزّة

وأن لا قيامة للأوطان ما لم نهدِها حياتنا

وأن لا معنى لحياتنا ما لم تبلغ أقانيم الحق والخير والجمال

أمّي، أذكرك؟ أزهرة وأنت منها الشذا؟

أو عبرة وأنت منها الصفاء؟

في هذا اليوم، أذكر أنني لا أنساك.

إلى أمّ الشهيد والأمّ المقاومة وكلّ أمّ فاضلة، وردة وكلّ الحب!

سحر عبد الخالق

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى