لوزان تنام على تمديد كيري ظريف إقامتهما إلى الأحد اليمن يتكرس عسكرياً بين عدن وصنعاء ومأرب خط تماس

كتب المحرر السياسي:

لم يشأ وزيرا خارجية أميركا وإيران، السماح بتسلل الشكوك حول طبيعة ما يعترض طريق الإعلان عن التوصل للاتفاق العتيد بينهما تمهيداً لدعوة وزراء خارجية دول 5+1، لمناقشة أخيرة تستبق التوقيع رسمياً، فقررا كما قالت مصادر سويسرية، استندت إلى السلوك اللوجيستي للفريق الإداري في الوفدين الأميركي والإيراني، أن كل شيء يوحي بتمديد إقامة الوزيرين ومعاونيهما، حتى يوم الأحد، ليكتمل الأسبوع عليهما، في واحدة من أطول مفاوضات مباشرة يخوضها وزيرا خارجية بلدين، بينهما وزير خارجية أميركا بصورة متصلة.

المعلومات الواردة من لوزان، ومن مصادر صحافية أميركية، تقول إن المفاوضات حول رفع العقوبات، توقفت عند تلك التي يفرضها الكونغرس، والتي أصر الوفد الإيراني على شمولها بالاتفاق، وفق مبدأ التنفيذ الفوري، حيث طلب الوفد الأميركي، ليتمكن من تقديم هذا التعهد، الحصول على ميزات إضافية تمكن الرئيس الأميركي من مخاطبة الكونغرس، وطلب على هذا الأساس تخفيض عدد أجهزة الطرد المركزي من الرقم المتفق عليه وهو ستة آلاف وخمسمئة جهاز إلى ستة آلاف فقط، ما استدعى صدور تصريح متشائم عن الوزير الإيراني محمد جواد ظريف، قبل العودة للجلسة المسائية التي شهدت أجواء إيجابية.

في الجلسة المسائية تم تثبيت كل ما سبق التوصل إلى تفاهم بصدده في جلسات التفاوض السابقة، ودخل البحث في الصياغات كما قام بها كل من الوفدين، وبدأت مراجعة للنصوص، يعتقد أنها ستحتاج لأربع جلسات عمل طويلة للوصول إلى صياغة تلبي ما يعتبره الفريقان متطلباتهما من الاتفاق، ولا يخفى أن الصياغات هي تعبير سياسي وقانوني أولاً وأخيراً وقد تستدعي فتح النقاش مجدداً حول المضمون في كثير من المسائل.

الأكيد وفقاً لمصادر متابعة أن التعقيدات، على رغم المناورات والتجاذبات المتوقعة في ربع الساعة الأخير، لا تزال تحت سقف المعقول، وأن إصرار الفريقين على التوصل إلى التفاهم يطغى على كل شيء آخر، وتوقعت المصادر أن تبدأ الإنفراجات الكبرى بالظهور اليوم بعد الظهر، بعد الاجتماع الصباحي المرتقب، ليتقرر مصير اللقاء المتوقع يوم الأحد بين وزراء الدول المعنية بالتفاوض مع إيران.

في المنطقة، استأثرت تطورات اليمن بالأضواء، حيث بدأ الانقسام اليمني يتحول خطوط فصل بين مناطق تتبع لعدن كعاصمة، وأخرى تتبع لصنعاء، وشهدت عدن ما شكل تصفية للجيوب التي تتبع الرئيس السابق علي عبدالله صالح في الجيش والأجهزة الأمنية، وتحولت محافظة مأرب ومقابلها محافظة البيضاء إلى خطي التماس المتقابلين بين المحافظات اليمنية، التي يتوقع أن يتعمق الفرز الجغرافي بينها، بينما تتقدم المجموعات التابعة لتنظيم القاعدة لتعزيز نفوذها في مناطق سيطرة الرئيس المستقيل منصور هادي.

لبنانياً، بين عقدة التشريع، ومأزق التمديد للقادة الأمنيين والعسكريين، وتواصل الحوارات، عقدت جلسة ساخنة للحكومة، تصدى فيها الوزير محمد فنيش للوزير أشرف ريفي، على خلفية الاتهامات التي وجهها لحزب الله، متوجهاً له بالقول، أنت وزير للعدل، الحري بك إن كنت تثق بصدق ما تتهم به حزب الله من تبييض للأموال أن تتصرف كوزير للعدل، لا كمسؤول ميليشيوي، ومع احتدام النقاش وتدخل المتدخلين، قال فنيش، البينة على المدعي، والقضاء هو الفصل وما عداه، فليصمت كل من يرمي اتهاماته لتشويه صور أنبل ظاهرة في لبنان والبلاد العربية.

خرق الخلاف الحاد الذي وقع بين وزير العدل أشرف ريفي ووزراء حزب الله على خلفية اتهام الأول الحزب بتبييض الأموال والتهرب من الضرائب، هدوء جلسة مجلس الوزراء أمس.

فنيش لريفي: قدّم أدلتك للقضاء أو تكون مقصّراّ

وتوجه الوزير محمد فنيش إلى الوزير ريفي العائد من الرياض حيث شارك في المؤتمر الدولي لمكافحة الفساد، بالقول: «لا يجوز لك في المؤتمرات التي تمثل فيها لبنان أن تتكلم باسمك وتوجه اتهامات من دون أن تكون في حوزتك أية أدلة، وإذا كنت تملك أدلّة وإثباتات، عليك في هذه الحالة إحالتها إلى القضاء، وإلّا تعتبر مقصّراً لا سيما أنك وزير للعدل».

وتابع فنيش: «ما قمت به هو تواطؤ وافتراء، وإذا كان هدف الإسرائيلي والأميركي من اتهام حزب الله بتبييض الأموال ومخالفة القوانين، هو تشويه صورة الحزب والمقاومة، فما هو هدفك من الحملة التي تشنها على الحزب»؟

وعلمت «البناء» أن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لعب دور الإطفائي للسجال كما ساهم رئيس الحكومة تمام سلام بترطيب الأجواء، لكن من دون وضع ضوابط حتى لا تتكرر المواقف المسيئة إلى مكونات الحكومة للمحافظة عليها.

أما الموضوع الآخر الذي أخذ حيزاً من الجلسة فهو قضية ترحيل اللبنانيين من الإمارات، وأكد رئيس الحكومة متابعته لهذا الموضوع وكشف أن عدد المرحلين من الإمارات هم بالآلاف وليس من اللبنانيين فقط.

بعد ذلك، بحث المجلس البنود الواردة في جدول الأعمال فوافق على نقل اعتمادات من احتياط الموازنة العامة إلى موازنة بعض الوزارات والإدارات لعام 2015 على أساس القاعدة الإثني عشرية، والتمديد لشركة سوكلين ثلاثة أشهر، فيما أرجأ البحث في موضوعي إحالة جريمة بتدعي على المجلس العدلي والأساتذة المتعاقدين.

وفي الجلسة أيضاً أصرّ ريفي على تسجيل شكره لوزير التربية الياس بو صعب في المحضر وذلك بعد الموافقة على مشروع مرسوم يرمي إلى إنشاء ثانوية رسمية باسم « ثانوية الشهيد الرائد وسام عيد الرسمية» – في دير عمار في قضاء الضنية.

الحوار مستمر

وفيما تستكمل الجولة الحوارية التاسعة بين حزب الله وتيار المستقبل البحث في بندي تنفيس الاحتقان ورئاسة الجمهورية. على رغم الأجواء المحتقنة بين الطرفين وتوزيع المهام بين رافضي هذا الحوار، بتوجيه الاتهامات للحزب للضغط عليه، أكدت مصادر مطلعة لـ»البناء» أن «تيار المستقبل أوحى في الجلسة الأخيرة من الحوار الالتزام بعدم الاستفزاز وعدم الافتراء، مع الاحتفاظ بهامش التذكير دائماً بالملفات الخلافية مع حزب الله والمتعلقة بالمحكمة والسلاح والتدخل في سورية».

وأشارت المصادر إلى «أن الجلسة انتهت بجو رمادي يرجح فيه خفض سقف الاستفزاز من قبل نواب ووزراء المستقبل، لكن من دون وعد بعدم تكرارها». وهنا أكدت أوساط سياسية لـ»البناء» أن الحوار بين الجانبين سيستكمل ولن ينفجر، لكن من دون أن يحقق أي حل في الملف الرئاسي الذي يطمح تيار المستقبل في إحداث خرق فيه.

وفي الموازاة، أكدت كتلة الوفاء للمقاومة «أن أجواء التفاهم والمقاربات بين وفدي الفريقين المتحاورين لن تلقى إلا الدعم والتأييد»، مؤكدة «أن الحوار مستمر على رغم بعض المواقف التصعيدية التي تعكّر هذه الأجواء».

بري متمسك بالتشريع

على الصعيد النيابي لا تزال التحضيرات جارية لعقد الجلسة التشريعية ووضع جدول أعمالها الذي لن يمر بسهولة وسط تباين المواقف النيابية من طبيعة التشريع الذي يحق للمجلس ممارسته في ظل شغور موقع رئاسة الجمهورية.

وفيما علم أن «القوات اللبنانية» لن تشارك في جلسة تشريعية إلا بموضوعين محددين هما قانون الانتخاب والموازنة العامة التي تتضمن على هامشها ملف سلسلة الرتب والرواتب، نقل زوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري عنه «تمسكه بالتشريع وضرورة اضطلاع الحكومة بمسؤوليات أحدثها الفراغ الرئاسي، مؤكداً حرصه على المحافظة الأمينة لأحكام الدستور، آخذاً في الاعتبار المشاعر التي تتحكم بالمسيحيين، وآملاً أن تتوصل القيادات المسيحية إلى مخرج يلبي حاجة البلاد إلى رأس السلطة الدستورية».

وأكد بري، من جهة أخرى، «ثبات المسار الحواري بين تيار المستقبل وحزب الله وأن لا معوقات أمامه، فهو عامل استقرار للوضع الداخلي وسط اهتزازات المنطقة». واعتبر الرئيس بري أنّ المظلة الدولية والإقليمية ما زالت تراعي تحييد لبنان عن الصراع الميداني القائم في المنطقة.

الإدعاء على 17 إرهابياً

وفي موضوع غير بعيد، واصل القضاء محاكمة الإرهابيين، وأمس أصدر قاضي التحقيق العسكري فادي صوان، قراراً إتهامياً في حق 17 شخصاً لبنانياً بينهم ستة موقوفين، في جرم الانتماء إلى تنظيم «داعش» بهدف القيام بأعمال إرهابية والقتال ضد الجيش في طرابلس وقتل ومحاولة قتل عسكريين وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية ومحاولة السفر إلى سورية عبر مرفأ طرابلس للقتال في صفوف «داعش» في سورية سنداً إلى مواد تصل عقوبتها إلى الإعدام.

مجلس الأمن يدعو إلى تقديم مساعدات للبنان

في غضون ذلك، دعا مجلس الأمن الدولي، قبيل انعقاد المؤتمر الدولي الثالث للمانحين في 31 آذار في الكويت، المجتمع الدولي إلى «تقديم مساعدات سخية للبنان الذي يستضيف أكثر من مليون نازح سوري».

وعبر الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن، في بيان صدر عنهم بالإجماع، عن «قلق بالغ إزاء تداعيات استضافة أكثر من 1.18 مليون نازح سوري على استقرار لبنان واقتصاده، وإزاء التحديات الاستثنائية التي يطرحها هذا الوجود».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى