قصف من نوع آخر
أكاديمياً، الحرب هي استمرار للسياسة ولكن بوسائل عنيفة، بالنسبة لسيد المقاومة، وسيد الحرب النفسية، لا بأس ونحن نمارس حالة التحفز والانتظار، ان نقوم بعملية قصف نفسي واسع النطاق من وقت لآخر، يحيل جسد العدو قبل الاشتباك الكبير إلى خلقة مهلهلة تمّت دكدكتها وتمّ تحويلها الى أشلاء معنوية في الموضوع تنتظر بعد ذلك مجموعة من الصدمات حتى تنهار، وقليل من التحركات الاستراتيجية التي ستؤدي دور القشة التي ستقصم ظهر البعير المثقل بالخسائر النفسية.
القصف النفسي الذي يمارسه سيد المقاومة في كلّ إطلالة أو مقابلة يحدث في بنية العدو المعنوية أضراراً نراها دائماً وفي كلّ متابعة لما بعد الإطلالة على هيئة مجموعة وازنة من الآراء والتحليلات والمواقف التي تجمل كمية الخسائر المعنوية المترتبة على عملية القصف النفسي.
البارحة، وفي واحدة مما بعد “القصفيات”، تعالت أصوات هنا وهناك، تستشعر معها دعوات لتحسّس وثيقة السفر الأخرى، والتأكّد أنها موجودة وقابلة للاستعمال عند الحاجة، وأصوات أخرى تتساءل بمرارة عن جدوى المشروع برمته، وهل أزفّ موعد الرحيل، معضلة هذا الإنسان ـ جدلاً ـ القادم من الغرب، هي معضلة جينية، بطبيعته المغرقة في الآن والأنا يفقد المقدرة على رؤية ما بعد الآن والأنا ، كما البهلوان، حضر إلينا وبين يديه كلّ أنواع تكنولوجيا القتل، ونظريات البليتزكريغ وكميات النيران والتوحش، وأراد بالصدمة ان يضطر الآخر الى التسليم ومن ثم الاستسلام، لم يعلم بقصوره الفطري، انّ المادة تستفز نقيضها، وأننا نحن أيضاً مادة، نحن الفطرة، نحن المظلومية، نحن الطبيعة، ونحن بدأ خير ما فينا بردّ الفعل، ومنذ الاجتياح الكبير، قامت الفطرة بردّ الفعل العبقري الرباني، تدفق الشهداء، تدفق مغنية وسليماني والشقاقي وغيرهم وغيرهم، ثم تدفق حسن نصرالله، تدفقت عبقرية الفطرة، وهي آخذة في الردّ عليكم بالطريقة المناسبة، وما عليكم سوى تحسّس رؤوسكم فوق أكتافكم تماماً كما تتحسّسون جوازات سفركم البديلة لدياسبورا أخرى.