أخيرة

درب الحياة

} يوسف المسمار*

قالَ المنظـّرُ: بالتنظيرِ يُعتصـمُ

إنْ أطبقَ الويلُ في شعبٍ ويُحتكمُ

والقـولُ يغـدو شـعاعاً لا تعادلُهُ

في زحمةِ الليلِ أنوارٌ ولا نـُجُـمُ

في حاسمِ القولِ لا في الصمتِ عاصفة ٌ

إنْ مسَّت الظلمَ دنيا الظلمِ تـنهدمُ

من قالَ حقاً فقولُ الحقِ ينصرُهُ

والقائلُ الحقَّ دون الخلقِ مُحترمُ

فاستنكرَ العقلُ هذا القولَ في عَجَبٍ

أيُّ انـتصارٍ بغيـرِ الفعـلِ يُحـتـرمُ؟!

ما قيمةُ القـولِ في شعـبٍ يُمـزِّقُـهُ

الجهلُ والحمقُ والأوهامُ والصَمَمُ؟!

إنَّ الكـلامَ هَـراءٌ حيـن ينقـصُهُ

في القائلِ الفعلُ والإقدامُ والشممُ

فالنطقُ للنطـقِ تحقيـرٌ لموهبةٍ

والقولُ للقولِ في حُكمِ الهُدى وَرَمُ

لا تُصلحُ الشعبَ أقـوالٌ منمَّقـمةٌ

بالصرفِ والنحوِ والتنظيرِ تلتزمُ

بل تُصلحُ الشعبَ أفعـالٌ مشرِّفـةٌ

بالصدقِ والعدلِ والأخلاقِ تـتسمُ

إنَّ الأقـاويـلَ داءٌ لا شــفـاءَ لــهُ

إلاَّ بفـعـلٍ بـهِ الأرزاءُ تـنحسـمُ

والفعـلُ يبقى عطاءً لا حدود لهُ

إن أظلمَ الهولُ تستهدي به الأمـمُ

لا يصنـعُ المجـدَ أقـزامٌ مُـبـوّقـةٌ

بل يصنعُ المجدَ أبطالٌ وإنْ هُـزمـوا

هيهاتِ بالقـولِ يُـبنى عـزُّ مجتمع ٍ

فالعـزُّ بالعـزمِ والأفعالِ يَرتسمُ

والفكرُ والعلمُ في الدنيا ممارسةٌ

والعقلُ أيضاً، كذا الأخلاقُ والقيمُ

منْ مارسَ الوعي إخلاصاً لأمتهِ

واستعذبَ الموتَ في تاريخها عَلَمُ

تنأى المسافاتُ والأجـيـالُ تحملهُ

سيفاً من النورِ تستقوي به الهِمَـمُ

إنَّ البطـولاتِ والأمجـادَ يُـنـشئُها

فعلُ البطولاتِ لا التهريجُ والكَلِمُ

يستيقظُ الشعبُ بالأعمالِ منتصراً

بالعقلِ والعزمِ لا التنظير يقـتحـمُ

دربُ السماواتِ والآفاقِ يملؤها

بالحبِّ والسلمِ، في ثوراته الحِكَـمُ

المجدُ للشعبِ كل الشعبِ لا سلمتْ

أنفاسُ من راحَ ضُعفَ الشعبِ يغـتـنـمُ

*شاعر قوميّ مقيم في البرازيل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى