أخيرة

في الروح والعقل زادُ النصر والفرجُ

} يوسف المسمار*

 

أسمى البطولاتِ كانتِ مِنْ طلائعنا

في عَـزمها السيرُ والتحليقُ والعَرَجُ

ما راعـنا الموتُ عَـزّزناه في دَمِـنا

مَنْ يقهـرِ الموتَ بالتخليـدِ منـدمجُ

مِنْ مطلعِ النورِ قدْ كانتْ بـدايتُـنا

وسُلَّمُ النورِ نحوَ المنـتهى الدَرَجُ

ما فاتـنا العـزُّ يـوماً في مسيـرتـنا

مسـيـرةُ العـزِّ جـدٌ ما بـهـا هَـرَجُ

نحنُ البطولاتُ مِنْ إبداعنا ابتُكِـرتْ

والنصرُ آتٍ كَنـورِ الشمسِ ينبلِجُ

فـإن طُـعِـنَّـا بأبـنـاءٍ لـنـا غـدروا

فالحُـبُّ والعفـوُّ بالتأديبِ ممتزجُ

لنْ نقبلَ الظلمَ والعدوانَ من أحدٍ

ما دام فـيـنا ضيـاءُ اللهِ يختـلجُ

قـد زانـنا اللهُ بالإشـعـاع، ألهمنا

بالعقـلِ انَّـا لـهُ في خلقهِ الحِجَـجُ

ما خَـوَّلَ اللهُ قوماً غيـر خيرَهُمُ

وخيرَمن كَرَّموا الإنسانَ وانتهجوا

وأخيَرُ الناسِ مَنْ أعمالُهُ انطبعتْ

بالخيرِ للناسِ فارتاحتْ لهُ المُهَجُ

فـإن أردنـا شـمولَ الخيـرِ أمتـنا

فلنُوقِـظْ الشعبَ بالإيقاظ ينفـرِجُ

وإنْ رَغبنا شُمـول الحقِّ عالمنا

فلنُطْـلِق العقـلَ، فيهِ الطيبُ والأرَجُ

وإنْ رَجَـونا صحيحَ الـديـنِ، أشرفُهُ

بالعلمِ لا الجهـلِ سِـرُّ الغـيـبِ يَنبلـج

وإنْ حـلـمـنـا بـنـورٍ خـالـدٍ أبـداً

بِحِـكمَةِ الـروحِ لا ليـلٌ ولا دُجُـجُ

وحِـكمَةُ الـروحِ أن نحيـا بعـزتـنا

إنْ فاتـنا العِـزُّ فالـتاريخُ ينعـوجُ

ولعـنةُ اللهِ والأجـيـالِ تـتـبعُـنـا

في العيشِ والموتِ، يا أحرارنا اختلجوا

ونظِّفـوا الأرضَ من آثـامِ من ظَلَـمـوا

لا شيء كالعدلِ، مرحى من به لَهَجوا

لتسْلَـمَ الـروحُ في الإنسـانِ مُلهِمَةً

ويسلم العـقـلُ مشعالاً لِمَنْ نضجـوا

في الروحِ والعقلِ زادٌ للأُلى نهضوا

إنْ أهـملـوا الـزادَ غابَ النورُ والفَرَجُ

*شاعر قوميّ مقيم في البرازيل

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى