بمحاسنِ الأخلاقِ بنيانُ الحقائقِ يَعمُـرُ
} يوسف المسمار*
نحنُ ابتلينا بالغباءِ وبالغباوةِ نفخـرُ
فتحكـَّمَ الأوغادُ في أعناقنا وتجبَّروا
وبقدرِ ما اشتدَّ الغباءُ وأفسدتْ أحوالنا
كثـُرتْ فنونُ بغائهمْ وفسادهم وتبختروا
وتنافسـوا في بيعـنا مثلَ العبيـدِ لأننا
بحقارةِ الفكرِالرديء المستذلِ نُـثـرثـرُ
وُئِـدتْ بفـعـلِ غــبـائـنـا أحـلامُـنـا
فاستشرسَ الأنذالُ في إذلالنا واستكبروا
واستطيبوا الظلمَ المهينَ لشعبنا بنذالة ٍ
لخساسة ٍ فيـنا تهـوجُ وبالجبانة تكبـرُ
سخروا بكلِّ مُقـَدَس ٍ في شعبنا وبلادنا
لمـَّا رأونا بالكرامةِ والشهامةِ نسخـرُ
أعداؤنا فـتـنوا النساءَ ونكَّـلـوا برجالـنا
حينَ البطولة ُقد غدتْ في شعبنا تُستحقَـرُ
ما عادَ للحكَّام غير تبجُّح ٍ بكوارث ٍ
حلَّـتْ بنا بخمولنا وسفولِ ما نتفكَّـرُ
فاستهونَ الأعداءُ غزو بلادنا وتفننوا
في قهرنا يومَ ابتدأنا بالتخاذلِ نسكـرُ
ظلموا ملايين الشباب وشرَّدوا منْ لم يخنْ
وجميع من رفضَ المذلـَّة والخيانةَ هَجَّروا
حكَّامُـنـا انـقـادوا أمام عــدونا بنـذالـة ٍ
واستأسدوا في قتل أهليهم ولم يستغفـروا
صارتْ بلادُ المبدعينَ كـئيـبة ً بغبائهم
هيهات بعـد الثائرينَ المبدعينَ تَطـوُّرُ
هذي الحقيقة ُ كلها يا شعبنا يا هلْ ترى
هلْ فيكَ بعض بقية ٍ بكرامة ٍ تستـشعـرُ؟!
تستـنهضُ الأحرارَ، تلفحُ بالإباء نفـوسهمْ
وتروحُ تهـزأ ُ بالخمول ِ وبالتشامخ ِ تهدرُ؟!
وتضيءُ فيهمْ شعلة َ الإحساس ِبالحقِّ الهضيمِ
فيشرق ُ الأملُ العظيمُ المرتجى ويُـنـَوِّرُ؟!
تـُحيي المواتَ بنـورها الوضاءِ في بعثِ
العقولِ بكلِ ما تعني العقولُ بما يليقُ ويجدرُ؟!
تهتـمُّ بالـروحِ العـزيـزِ فيـولـدُ الإنسانُ
بالوعي السليمِ، وبالتيقـُّظ ِ والهداية يُـبصِرُ؟!
تقضي بتطويرِ الحياةِ بكلِ ما يقضي التطوُّرُ
في الـوجـودِ كما الألـوهـة ُ بالتألُّـقِ تأمـرُ؟!
أملُ الشعوبِ إذا تهاوتْ، وعيها ونهوضُها
بالعـزمِ تاريـخ السقـوطِ، وبالجهادِ يُغَـيَّـرُ
بالعلـمِ، بالفكـرِ المضيءِ، بثورةِ الابـداع
تاريخُ الشعوبِ، بكل ما يعني الشموخُ يُقـرَّرُ
بمحاسنِ الأخلاقِ، بالفعلِ الجميلِ، بعزة ِ
الأحـرارِ بنيانُ الحقائقِ والمناقبِ يَعـمُـرُ