ترشيح الأسد ونجاحه ضمانة للمشرق كلّه
عامر التل
لم يكن قرار ترشيح الرئيس الدكتور بشار الأسد للانتخابات الرئاسية السورية قراراً عادياً، فهذا القرار ينمّ عن إرادة صلبة وعزيمة أكيدة على مواصلة المشوار، رغم كلّ ما أثارته الدول الداعمة للإرهاب التي احتجّت على ترشيحه، لم يكن وأيضاً قراراً فردياً، فالرئيس الأسد أصبح رمزاً وضمانة، ليس لسورية فحسب، وإنّما لعموم المشرق.
من هنا نقول إنّ الانتخابات الرئاسية السورية ليست شأناً سورياً داخلياً، بل هي شأن يعني الهلال الخصيب كلّه، لأنّ وجود الرئيس الأسد ضرورة قومية، فهو صمام الأمان لسائر كيانات الأمة، والإرهاب التكفيري لا يستهدف سورية وحدها، إنما يستهدف كيانات الأمة جمعاء لتمزيقها وتنفيذ المشاريع الصهيو- أميركية.
أصبح الإرهاب التكفيري «الوكيل الشرعي» لتنفيذ المشاريع الصهيونية والأميركية وإمرارها في أمتنا، بعدما فشلت حروبهم التي خاضوها حين أوكلوا المهمة إلى وكلائهم من صهاينة الداخل ومرتزقة جماعات الإسلام السياسي الأميركي ـ الصهيوني.
الأسد كرئيس دولة يتحمّل أعباء تقاعس الآخرين بانبطاحهم وارتمائهم في أحضان «إسرائيل»، عدو الأمة الوجودي، يحمل هموم الأمة والدفاع عنها ويبني مشروعه على أساس أنّ سورية بقيادته هي التي عليها واجب الدفاع عن الأمة كلّها، وليس عن سورية فحسب.
في أحد اللقاءات التي تشرّفت فيها بلقاء الرئيس الأسد قال: «أنا لا تهمّني المناصب، فأنا صاحب مشروع أسعى إلى تحقيقه، وسأظلّ أسعى إلى تحقيقه من أيّ موقع أكون فيه، فأنا لديّ عائلة وأصدقاء ووطن وسأخدم بلدي».
عندما يذهب السوريين وينتخبون الرئيس الأسد فإنهم يقومون بذلك نيابة عن الأمة كلّها، وهذا ليس غريباً عليهم، إذ دفعوا ضريبة الدم نيابة عن الأمة في تصديهم للحرب الكونية التي يتعرّضون لها. الشعب الذي وضع الأبجدية، وكانت أعظم ثورة فكرية في تاريخ الإنسانية، ها هو يعلّم العالم أبجدية المقاومة وكيفية الصمود والتصدي للحرب التي يتعرّض لها.
أما الجيش السوري البطل، فرغم كل ما تعرّض ويتعرّض له من حرب نفسية وقتل، ما زال وسيبقى يمارس البطولة المؤيدة بصحة العقيدة التي نشأ عليها في مكافحة العدو الصهيوني وأدواته المتمثلة بهؤلاء الإرهابيين من صهاينة الداخل، فهم ينسّقون مع عدو أمتهم الوجودي، بل ويتدرّبون عنده ويتسلّحون منه ويدافعون عنه من دون أيّ حسّ بالخجل والعار، بل وصلت وقاحتهم إلى حدّ التفاخر بعلاقتهم بهذا العدو والدفاع عنه، وما برح هناك من يأتي ليقول عنهم إنهم «ثوار»!
أما على الصعيد الداخلي السوري، فإنّ ترشيح الرئيس الأسد هو ضمانة انتصار سورية على الإرهاب والمؤامرة التي تستهدف دورها ووحدتها واستقرارها. فالرئيس الأسد ضمانة السوريين لبناء دولة مدنية حديثة قوية وعادلة، وضمانتهم لترسيخ وحدة السوريين لتبقى عصية على العصبيات المذهبية والطائفية والتفتيتية.
إنّ قيادة الرئيس الأسد تشكل ضمانة استمرار سورية في موقعها ودورها القومي، قاعدة لمقاومة العدو الصهيوني وأطماعه في بلادنا، ومنارة تشعّ على محيطها القومي والعالم برسالتها الجديدة في الانتصار على تنين الإرهاب، وفي الانتصار أيضاً في معركة إعادة البناء والنهوض والإصلاح.
رئيس تحرير شبكة الوحدة الإخبارية في الأردن