استئناف المفاوضات بين طهران و«5+1» الأربعاء المقبل
أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما توافر فرصة تاريخية لدى الولايات المتحدة وإيران لحل الملف النوويّ بالطرق السلمية يجب عدم إضاعتها.
وفي رسالة متلفزة وجّهها إلى الشعب الإيرانيّ وقادته لمناسبة عيد النيروز قال أوباما، إن هذه السنة تمثل أفضل فرصة منذ عقود للتوصّل إلى علاقات مختلفة بين البلدين، وتطرّق إلى فتوى السيد خامنئي بتحريم السلاح النوويّ ورأى أن الطريق أمام إيران مفتوحٌ لإثبات سلمية برنامجها النوويّ من خلال اتخاذ خطوات يمكن التحقق منها.
وقال الرئيس الأميركي: «هذا العام، أمامنا أفضل فرصة تتاح منذ عقود لننخرط في مستقبل مختلف بين بلدينا»، في إشارة إلى فرصة التوصل إلى اتفاق بين طهران والدول الكبرى بشأن البرنامج النووي الإيراني. وبعد أن أعرب عن «أمله في تحقيق تقدّم بين إيران والأسرة الدولية بمن فيها الولايات المتحدة»، أشار أوباما إلى رغبته في التوجه مباشرة إلى الشعب الإيراني وقادته في وقت تتواصل محادثات مكثفة في لوزان بسويسرا.
وأضاف: «خلال عشرات السنين، تباعد بلدانا بسبب الحذر والخوف، لدينا فرصة للتقدم ستصبّ في مصلحة بلدينا والعالم لسنوات عديدة». وتابع: «أنا مقتنع بأن بلدينا لديهما فرصة تاريخية لحلّ هذه المشكلة بطريقة سلمية، لا يجوز تفويتها».
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن الإيرانيين اختاروا الانخراط في المفاوضات، ولكن بكرامة، داعياً الدول الغربية إلى حسم موقفها بين الضغط والاتفاق.
جاء ذلك رداً على تهنئة أوباما للإيرانيين. وكتب ظريف على صفحته في موقع «تويتر»: «إن الإيرانيين حسموا خيارهم وهو الانخراط في التفاوض بكرامة. وحان الوقت لتختار الولايات المتحدة وحلفاؤها بين الضغط والاتفاق».
وفي سياق متصل، قال ظريف في تصريح صحافي إنه لا مبرر للقلق الذي تبديه بعض دول المنطقة من الاتفاق النووي المحتمل، وقال: «ادعو بعض دول المنطقة التي تبدي قلقها من الاتفاق النووي إلى إعادة النظر في مواقفها ورؤاها».
وأضاف: «بعض دول المنطقة التي تعتبر أن الاتفاق النووي يضر بمصالحها ينبغي أن تفكر ما هي مصالح المنطقة وشعوبها».
وفي سياق المفاوضات، أفاد مجيد تخت روانجي مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون الأوروبية والأميركية، بأنه تقرر تمديد المحادثات حول ملف طهران النووي إلى اليوم السبت 21 آذار.
جاء ذلك في حين أكد مصدر في الوفد الإيراني أن وزيري خارجية ألمانيا وفرنسا يصلان الجمعة إلى لوزان السويسرية للمشاركة في المحادثات الجارية هناك، وأن «وزيري خارجية فرنسا وألمانيا سينضمان إلينا الجمعة 20 آذار، في حين يصل وزير الخارجية البريطاني يوم السبت إلى لوزان».
من ناحية ثانية، قال عباس عراقجي كبير المفاوضين الإيرانيين إنه لم يتم الاتفاق بعد على أي شيء، حتى الحالات التي اتفق عليها لم تكن نهائية، وأضاف: «لقد تحدثنا منذ اليوم الأول بأنه لا اتفاق إلا إذا تم الاتفاق على كل شيء».
ورداً على سؤال بشأن تمديد المفاوضات، قال عراقجي: «إننا مستعدون لتمديد المفاوضات إذا تطلب الأمر، إلا أنه لم يتم اتخاذ قرار بهذا الشأن»، وتابع: «إذا أرادوا أن ينضموا إلى المفاوضات جميع وزراء خارجية دول 5+1 ، فلا توجد مشكلة، لكن من ناحية أن نصل إلى الاجتماع النهائي مع جميع الوزراء، فلم نصل إلى هذه النقطة بعد»، مضيفاً: «لسنا في موقع يمكننا القول إننا وصلنا إلى النقطة النهائية، ومن الضروري أن يأتي الوزراء الآخرون».
وبشأن المهلة المحددة للتوصل إلى الاتفاق النهائي، قال عراقجي: «لا نقيد أنفسنا بأي تاريخ، ولقد حددت فترة سبعة أشهر إلى الأول من شهر تموز المقبل، وأيضاً حددنا مهلة إلى آخر شهر آذار للتوصل إلى حلول أولية».
وأضاف: «برأيي، نظراً إلى التقدم الحاصل خلال الجولتين السابقتين، وفي هذه الجولة من المفاوضات نوعاً ما، فمن الأفضل أن نركز على المفاوضات الراهنة والسبل التي سنتوصل إليها».
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران مستمرة في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقٍ نووي مبدئي أبرمته مع مجموعة الخمسة زائداً واحداً.
وجاء في التقرير الذي تصدره الوكالة شهرياً أن إيران لا تخصب اليورانيوم إلى درجة تركيز أعلى من خمسة في المئة. وقالت أيضاً إن إيران لم تحقق مزيداً من التقدم في أنشطتها الجارية في منشأتين للتخصيب ومفاعل يعمل بالماء الثقيل تحت الإنشاء.
ونقلت وكالة «رويترز» هذه المعلومات نقلاً عما قالت إنه تقرير سري للوكالة الدولية اطلعت عليه الوكالة اليوم، في حين قالت مصادر دبلوماسية أوروبية أمس إن وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا سيلتقون بالمفاوضين النوويين الإيرانيين في مدينة لوزان السويسرية السبت.
إلى ذلك استؤنفت في لوزان المحادثات بين وزيري الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والأميركي جون كيري.
وفي حين أعلنت طهران جولة جديدة من المفاوضات حول برنامجها النووي الأربعاء المقبل، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عقد جولة جديدة من المفاوضات الأسبوع المقبل، وأشار إلى أن كل شيء يتوقف على نتائج اللقاءات في اليومين المقبلين، مرجحاً انتهاء العمل الأساسي في المفاوضات اليوم السبت.
وأكد الدبلوماسي الروسي أنه يصعب في المرحلة الراهنة تقييم نتائج المفاوضات النووية بين إيران والسداسية، مضيفاً أن معظم القضايا المطروحة للنقاش الآن مسيّسة بشكل كبير، قائلاً: «القضايا الأساسية تبقى نفسها تقريباً كما في السابق، لكن يوجد تقدم في هذه المجالات. إنها تتعلق بنظام ونطاق وكيفية رفع العقوبات، والعمل الذي ستقوم إيران بتنفيذه في إطار برنامجها أثناء سريان مفعول الاتفاق النووي. هذا العمل سيكون مقيداً بشكل ما. ومع ذلك فإن هذه القيود، كما نفهم، يجب ألا تعيق تقدم الإيرانيين في هذا المجال. معظم المواضيع التي يجرى بحثها الآن مسيسة للغاية».
وذكر ريابكوف بين هذه المواضيع المسيسة مفاعل أراك ومستوى تخصيب اليورانيوم والبحوث العلمية والشفافية، مؤكداً أن العقوبات تبقى اليوم القضية الأكثر تعقيداً، مشيراً إنه لا توجد حالياً حاجة إلى عقد اجتماع كامل على مستوى وزراء خارجية السداسية وإيران في لوزان.
وأوضح أن انضمام وزراء خارجية أوروبيين إلى مفاوضات لوزان لا يعني إجراء اجتماع وزاري كامل والتوصل إلى اتفاق. وقال: «يجب أن نفهم أن مثل هذه القرارات يتخذها الوزير نفسه بالطبع، والوضع يمكن أن يتغير جذرياً في الأيام القريبة، لكن لا يمكنني اليوم أن أنصح الوزير بالذهاب إلى لوزان».
في السياق، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي لنظيره الأميركي جون كيري ضرورة منع فشل المفاوضات النووية مع إيران وحثه على تجاوز العقبة الأخيرة في طريق الاتفاق الشامل.
وشدد وانغ في مكالمة هاتفية أجراها مع كيري أمس على أن المفاوضات «يجب ألا تفشل بسبب عدم بذل جهد أخير»، وأضاف أنه «يجب أن تكون الأطراف كافة راسخة في إرادتها السياسية وأن تلتقي في منتصف الطريق وتدفع في سبيل التوصل لاتفاق شامل».
وأضاف بيان صدر عن الخارجية الصينية أن الوزير وانغ أكد لكيري أن «الصين مستعدة لزيادة الاتصالات مع الولايات المتحدة على المستويات كافة لتقطع الميل الأخير في ماراثون المفاوضات النووية مع إيران».
وعلى الصعيد ذاته، قالت متحدثة أميركية أمس إن وزير الخارجية جون كيري سيجتمع مع نظرائه في بريطانيا وألمانيا وفرنسا اليوم السبت لبحث مفاوضاته المستمرة منذ أسبوع مع إيران.
وأضافت المتحدثة ماري هارف أن المحادثات النووية مع إيران ستستأنف الأسبوع المقبل. وقالت إن مكان اجتماع كيري والوزراء الأوروبيين لم يتحدد بعد.