عبد الله: صوت سعاده هو صوت الحق والعقل… والطائفيّون والمذهبيّون على باطل
أحيت منفذية ملبورن في الحزب السوري القومي الاجتماعي عيد مولد باعث النهضة أنطون سعاده باحتفال أقامته في قاعة الإميرلد في منطقة توماستون إحدى ضواحي مدينة ملبورن، وحضر الى جانب منفذ عام ملبورن صباح عبد الله وأعضاء هيئة المنفذية، ناموس المندوبية السياسية في أستراليا سايد النكت، وأعضاء في المجلس القومي، ومسؤولو الفروع الحزبية التابعة للمنفذية.
كما حضر قنصل لبنان العام غسان الخطيب، النائبان في برلمان الولاية خليل عيدي ونزيه الأسمر، وفود من تيار المرده، التيار الوطني الحر، حركة أمل، حزب البعث العربي الإشتراكي، الحزب الشيوعي اللبناني، المركز الإسلامي العلوي الاجتماعي، المجلس العالمي للمغتربين اللبنانيين، دار العودة الاجتماعي، تجمّع النهضة النسائي، جمعية عدبل الأسترالية الخيرية، وفد قومي من برزبن تقدّمه أنطون حسنة وممثلو عدد من وسائل الإعلام..
افتتح الاحتفال بالنشيدين الرسميّين السوري القومي الاجتماعي والأسترالي، ثم رحّبت ناظر التربية والشباب في المنفذية ربى البونجي دياب بالحاضرين وألقت كلمة معبّرة عن معاني المناسبة.
وألقى المنفذ العام صباح عبد الله كلمة استهلها قائلاً: تتجدّد المناسبة ونعود لنلتقي من جديد، كما في كلّ سنة لنحتفل معاً بذكرى ولادة الزعيم الخالد، مؤسّس الحزب السوري القومي الاجتماعي، أنطون سعاده. وهذا الموعد أصبح محطة متجدّدة، لها رمزيتها في تاريخ أمتنا، لإنها تعبّر عن ولادة الفكر الجديد، الفكر السوري القومي الاجتماعي.
فتى الأول من آذار، رجل الأمة المميّز لم يمرّ في الزمن وينتهي بوفاة الجسد، بل بقي حاضراً بفكره وهو المفكر، في فلسفته وهو الفيلسوف، بعبقريته وهو العبقري، بأدبياته وهو الأديب، ببحوثه وهو الباحث، بقيادته وهو القائد.
أضاف: هذه الصفات لا نقولها لأننا من تلامذته في مدرسة النهضة، بل هي صفات يقرّ بها كلّ مَن اطلع على فكره وتعاليمه وعقيدته ومبادئه.
وتابع عبد الله: رغم السنوات التي مرّت على استشهاده ما زالت ألوف الكتابات تتحدّث عن سعاده وفكره وعقيدته. لماذا يكتبون عنه: لأنهم رأووا فيه باعث الأمل بعد اليأس، رأوا في فكره النور بعد الظلام رأوا فيه المبدع في زمن الجهل، رأوا فيه القائد الذي سار متقدّماً الصفوف حتى عمود الاستشهاد. ما كانت لذكرى ولادته استمرارية لو لم تكن سيرة نضاله قد ترسّخت في قلوب الناس وعقولهم. فهو رجل الأقوال والأفعال. وهو مَن سارع إلى بناء الإنسان الجديد لمواجهة الأخطارالمحدقة بالأمة ومواجهة ما كان يراه مخططاً لفنائنا. وهو من قال إنّ طريقنا شاق وصعب وطويل لأنه طريق الحياة، وإنّ القومية الطائفية، والوطنية الطائفية، والحرية الطائفية، والتقدمية الطائفية، والإصلاح الطائفي، والمثالية الطائفية، والمحبة الطائفية، والدولة الطائفية، والحكم الطائفي، واللاطائفية الطائفية، وبقية قضايا الحزبيات الدينية، والتعصّب الديني لا يمكن أن تقضي على الحزبية الدينية والتعصب الديني، بل بالعكس هي تحيي الحزبية الدينية، وتذكي التعصب الديني، وتقتل الأمة وتخرب الوطن. فلو قارنا بين ما قاله سعاده وبين ما وصلنا إليه اليوم، جراء السياسات الطائفية الغبية، لوجدنا أنّ صوت سعاده كان صوت الحق والعقل فيما كلّ الأصوات الطائفية الأخرى كانت على باطل…
وأردف عبد الله: نحن أبناء الأمة وعلينا تقع المسؤولية، ورفقاء سعاده دفعوا الأثمان الباهظة نتيجة تصديهم لتلك القوى الغشيمة الغاشمة. دفعوا سنين السجون الطويلة والملاحقات، والتعذيب والحرمان حتى من لقمة العيش، دفعوا دماءً زكية على مذبح القضية وما زالوا يدفعون وما زالوا على إيمانهم وعنادهم القومي والتزامهم بمحبة شعبهم والبذل والعطاء والتضحية في سبيل فلاحه وانتصاره.
هكذا تعلّمنا وهكذا تقدّمنا الى ساحات النضال، لنقدّم كلّ شيء في سبيل مصلحة الأمة، لأننا تعلمنا أن نكون فلسطينين يوم فلسطين، ولبنانيين يوم لبنان، وعراقيين يوم العراق، وشاميين يوم الشام، تعلمنا بأن نكون سوريين قوميين اجتماعيين…
بعد ذلك ألقى الشاعر الشامي ابراهيم موسى قصيدة معبّرة من وحي المناسبة.
ثمّ قطع المنفذ العام بمشاركة عدد من الشخصيات والمسؤولين قالب الحلوى الذي أعدّته وقدّمته خصيصاً للمناسبة جوسلين مدحت جبور.
واختتم الاحتفال بسهرة استمرّت حتى وقت متأخر على وقع الأغنيات والأناشيد القومية والوطنية.