منصّات العداء للمقاومة (المقاومة فوبيا)
} شوقي عواضة
منذ ما بعد انتصار المقاومة في لبنان تموز 2006 إنبرت جوقة السّفارة الأميركيّة بسياسييها وأحزابها وإعلامييها الى تفعيل خطاب التحريض والكراهيّة ضدّ المقاومة على مستوى كبير في الأدبيّات الإعلاميّة والسّياسيّة في لبنان بأمر من تحالف الشّرّ بقيادة الولايات المتحدة الأميركيّة لتشكيل رأي عام وصناعة عدوٍّ جديدٍ أو استبداله بالعدوّ الصّهيونيّ. وتنامت عمليّة تشويه المقاومة وتطوّرت آلياتها وأدواتها وتوفّر لها كلّ الإمكانيّات الماديّة والوسائل الإعلاميّة وتوفير الخبراء والمدربّين وإعداد جيشٍ كاملٍ من الذّباب الإلكترونيّ بالتّزامن مع تنامي قدرات المقاومة التي تطوّرت وتقدّمت حتّى غدت قوة إقليمية مؤثرة وقادرة على تغيير المعادلات لا سيّما بعد العدوان الكوني على سورية والعراق واليمن تحت عناوينَ مختلفةٍ تسعى لتحقيق هدفٍ واحدٍ هو ضرب عناصر القوّة في الأمّة وعلى رأسها محور المقاومة.
عمليّة تشويه المقاومة أو تقديمها (مقاومة فوبيا) كما سبق وعملت الولايات المتحدة على تقديم الإسلام كدينٍ إرهابيٍّ (إسلاموفوبيا) من خلال داعش والنّصرة وغيرها من أدواتها الإرهابيّة التي قدّمتها وسائل الإعلام الغربيّة وأدواتها كقوّةٍ تغييريّةٍ وإصلاحيّة. ومع فشل هذا المشروع وهزيمته على أيدي محور المقاومة من لبنان إلى سورية والعراق وإيران واليمن… عادت الولايات المتحدة ومحورها الشّيطانيّ للعمل من جديدٍ على تفتيت قوّة الأمّة من خلال تقديم محور المقاومة (مقاومة فوبيا)، والذي هزم مشروعها في ظلّ توالي انتصاراته وتطوير قدراته القتاليّة ومنظوماته الصّاروخيّة البالستيّة وطائراته المسيّرة إضافةً إلى ترسيخ قاعدة شكّلت قناعةً ثابتةً لدى الشّعوب أنّ المقاومة هي الخيار الأوّل والأخير.
كلّ ذلك أثار قلق الإدارات الأميركيّة المتعدّدة والكيان الصّهيوني وبعض الأنظمة الخليجيّة وفي مقدّمتها أنظمة آل سعود وآل خليفة وآل زايد الذين ارتموا في حضن «صفقة القرن» والتّطبيع لا بل «الأسرلة «أمام ذلك كان لا بدّ من تشويه صورة المقاومة ومحورها في محاولةٍ للحدّ من تقدّمها وتحقيق إنجازاتها والتّخفيف من تهديداتها وقوّة نفوذها من خلال توفير كلّ الأجواء للحرب الجديدة على محور المقاومة وفقاً لما يلي:
1 ـ تشكيل غرفة عمليّات في السّفارة الأميركيّة مهماتها إدارة وتوجيه وتعبئة الرّأي العام ضدّ المقاومة ومحورها والتّنسيق مع غرف عمليّاتها في قبرص والسّفارة الأميركيّة في بغداد والرّياض وأبو ظبي.
2 ـ إنشاء غرفة عمليّات إعلاميّة مشتركة في أبو ظبي يشرف عليها خبراء أميركيون وبريطانيون وصهاينة وإماراتيون وسعوديون ومهمّتها تدريب الذّباب الإلكتروني وفتح آلاف الحسابات المضلّلة بأسماء عربيّة وإسلاميّة طائفيّة ومذهبيّة وتوجيهها للتّضليل ووضع الخطط وفبركة الأخبار لقنواتهم.
3 ـ التّوظيف السّياسي للحرب على المقاومة من خلال تجنيد بعض السّياسيين والأحزاب المعارضة وجمعيات الـ (ngos) .
4 ـ توفير كلّ الدعم المالي واللّوجستي والإعلامي
على مدى سنوات التآمر على المقاومة ومحورها أثبتت المقاومة أنّها ديموقراطيّةٌ بكلّ ما تعني الكلمة من معنى من خلال تعاطيها مع خصومها الذين لم يردعهم حقدهم من التّعامل مع العدوّ «الإسرائيلي» وهذا ليس اتهاماً أو تخويناً بل هو حقيقة رأيناها ولا نزال منذ سنوات، ومنها اعتقال العميد المتقاعد فايز كرم عام 2010 بتهمة التعامل مع العدوّ «الإسرائيلي» الذي أعلن ترشّحه للإنتخابات النّيابيّة في خطوة لا تفسّر إلّا تحفيزاً للتعامل مع العدوّ الصّهيوني، وما تلاها من عمليات توقيف لعملاء من كافة الطبقات الاجتماعية أثبتت ولاءها للعدو من خلال مواقفها السياسية وتحليلاتها ومقالاتها، وإذا ما أردنا تعداد أسماء العملاء للكيان الصّهيوني قد لا تنتهي القائمة بالشّبكات التي أوقفتها شعبة المعلومات في قوى الأمن الدّاخلي ولا تنتهي بالعميل الإعلامي محمد شعيب الذي اعترف في التّحقيق بأنّ مهمته كانت مهاجمة حزب الله والتّحريض عليه في الموساد وإجراء مقابلات مع شخصيّات أغلبيتها تنتمي إلى ما كان يُعرف بقوى 14 آذار وحالياً تديرهم السّفارة الأميركيّة في عوكر، مقابلات قديمة جديدة لا تجد فيه سوى سمفونيّة التّهجّم على حزب الله وإيران وسورية بناء على طلب مشغله في الموساد المدعو توم ونشرت في موقع (vdl news).
أمّا على المستوى السّياسي فلبنان الذي يعجّ بمنصات العداء لمقاومته ومحورها لا يكاد يمرّ يوم أو مناسبة إلّا وتستثمر للهجوم على المقاومة من أبخس النّاس الذين يريدون أن يرفعوا سعرهم لدى السّفارة الأميركيّة والسّعودية وبالتالي هم عملاء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وسواء تواصلوا مع العدو أو لم يتواصلوا معه هم جنّدوا أنفسهم لخدمة أهداف العدوّ، أولئك الذين لم يشكّل لهم الوطن سوى شركة استثماريّة لمصالحهم الشّخصية هم أكثر عداءً وحقداً على المقاومة ومحورها من العدوّ. شخصيّات تناقضيّةٌ تدعم المقاومة في أوكرانيا وتتآمر على مقاومتها في لبنان تدين هجومات أنصار الله على السّعودية والإمارات وهم من طلائع الدّاعمين للإرهابيين في العدوان على سورية، ديكتاتوريون بثوب ديموقراطيّتهم الأميركيّة الاستنسابيّة، مجرمو حرب وتجار أوطان لم يقدّموا ايّ شيء للبنان بل أخذوا منه ومن شعبه، أفسدوا وسرقوا ونهبوا…
أمّا المقاومة فهي الوحيدة التي أعطت وقدّمت للبنان خيرة شبابها شهداء وأسرى وجرحى وأعطت لبنان قوّة وحصانة فازداد سيادة وشموخاً مقاومة أنجزت تحريراً للأرض وصانت العرض. أمّا الشيء الوحيد الذي أخذته المقاومة هو أنّها أخذت على عاتقها حماية لبنان وصيانة وحدته وتحرير أراضيه ونفطه تلك هي المقاومة التي لم ولن يكون عهدها إلّا الانتصار ولو كره الحاقدون.