تقرير إخباري أسئلة الانتخابات «الإسرائيلية» بانتظار تشكيل الحكومة
ناديا شحادة
خالفت نتائج الانتخابات «الإسرائيلية» جميع التوقعات، فرئيس حزب الليكود رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، اعيد انتخابه للمرة الرابعة على التوالي وبذلك يكون نتنياهو على رأس الحكومة لثلاث دورات متعاقبة، هذه النتيجة التي تعتبر سابقة في تاريخ كيان العدو، فبنيامين نتياهو المكلف من قبل رئيس «إسرائيل» بتشكيل الحكومة سيكون امام مهمة صعبة بسبب العلاقات المتوترة مع اميركا والدول الغربية بالاضافة الى علاقته المتوترة مع الفلسطينين.
ويرى المراقبون ان «إسرائيل» التي خسرت الكثير من علاقاتها الدولية واختارت التطرف من جديد، فبذلك تكون «إسرائيل» وضعت نفسها على مسار تصادمي مع التوجهات العالمية في شأن الوضع في الشرق الاوسط، فنتياهو الذي حصل على نتيجة تضعه امام خيارات معقدة ومحدودة لتشكيل حكومة تضم عدداً من الأعضاء كل منها سيحاول سحب البساط الى طرفه، فعلى نتنياهو ان يختار اما ان ينفتح على اسحاق هرتزوع ومن خلفه حزب العمال بهدف تشكيل حكومة وفاق وطني او يقيم حكومة اكثر يمينية من سابقتها تضم الاحزاب الدينية.
ويؤكد المتابع للشأن «الإسرائيلي» – الفلسطيني ان فوز حزب الليكود شكل خيبة امل للجانب الفلسطيني المدرك ضرورة متابعة المعركة الدبلوماسية والقضائية مع «إسرائيل»، فمنذ مؤتمر مدير للسلام الذي عقد في تشرين الثاني عام 1991 الذي ارسى مبدأ الارض مقابل السلام كصيغة صالحة للتفاوض على حلول نهائية للصراع العربي – «الإسرائيلي»، أهدرت الحكومات «الإسرائيلية» المتعاقبة من يمين ويسار ويمين اكثر تطرفاً كل الفرص التي سنحت لتوقيع اتفاق مع الفلسطينيين، وفوز نتنياهو الذي اعلن خلال الايام الاخيرة بحملته الانتخابية انه لن يسمح ابداً بإقامة دولة فلسطينية ولن ينسحب قيد أنملة من الاراضي الفلسطينية والقدس ستبقى موحدة كعاصمة لـ «إسرائيل»، الأمر الذي جعل من الجانب الفلسطيني يدرك ان نتنياهو سيغلق أي احتمال لمفاوضات سلام، لذلك لا بد من وقف الرهان العربي على الانتخابات «الإسرائيلية» ونتائجها في استعادة حقوق الشعب او تجسيد دولته على الارض، فنتنياهو الذي تعهد بمنع قيام دولة فلسطينية حال انتخابه فاز ولم يبق بالتالي من المشروع السياسي للسلطة الفلسطينية القائم على فكرة قيام دولة مستقلة بالتفاوض السلمي شيء، مما يجعل الخيار المقبل للفلسطينيين هو الحرب او المقاومة لاستعادة الارض باعتبارها اللغة الوحيدة التي يفهمها الصهاينة .
ويؤكد المتابع للشأن «الإسرائيلي» ان نتنياهو الذي أعلن في خطاب امام انصاره انه تحدث الى زعماء احزاب يمينية ودعاهم الى تشكيل حكومة قوية في اقرب وقت تعمل من اجل حماية «اسرائيل» في ظل الاوضاع المحيطة، ربما سيتمكن من تشكيل حكومة يمينية غير انها لن تدوم طويلاً بخاصة ان هناك حزبين بامكانهما ان يفككوها وهما البيت اليهودي بزعامة نفتالي بنيت وحزب كلنا بزعامة موشيه كحلون.
أسئلة كثرة تطرحها نتائج هذه الانتخابات، فبانتظار تشكيلة الحكومة «الإسرائيلية» المقبلة للاجابة عن بعضها.