تحيّة لوزير الأشغال علي حميّة
خلال أقل من ستة شهور لتوليه وزارة الأشغال قدم الوزير الدكتور علي حمية نموذجاً للمقاوم الذي ينظر للمسؤولية كخدمة للشعب، وينظر لنفسه كموظف برتبة وزير مهمته السهر على راحة الناس، فرأيناه قرب أقنية المياه يشرف ليلاً وفجراً على تنظيفها قبل حلول الشتاء وتفادينا رغم ضعف الموارد خطر طوفانات كانت صارت تقليداً سنوياً ينتظرنا مع كل بداية شتاء، وبالهمة ذاتها، ودون تذرع مشروع بعدم توفير الإمكانات اللازمة من الحكومة ومؤازرة الأجهزة والبلديات شاهدناه في مواجهة العواصف الثلجية وملاحقة قطع الطرقات.
ليس الأمر فقط بالاستنفار الميداني على مدار الساعة والإصرار على ملاحقة كل التفاصيل واجتراح الحلول للمشاكل الصعبة بحشد الهمم وإثارة النخوة عبر حضوره الشخصي ومبادراته التي تستدرج مبادرات الناس وتعاطف المؤسسات الحكومية والخاصة، فالوزير علي حمية ظهر عقلاً مخططاً لوزارته فرسم لمرفأ بيروت وسائر المرافئ خطة نهوض ومخطط توجيهي شامل الأدوار، وبدأ يعمل لتحويلها إلى وقائع، فيجري الاتصالات ويفاوض المؤسسات العامة والخاصة داخل لبنان وخارجه لتأمين أطر تمويلية متعددة ومناسبة. وفي قطاع النقل وضع الخطط وفاوض الدول وبدأ يحول أفكاره في مجال النقل العام الى وقائع، وربما نكون على موعد مع مفاجأة مفرحة اذا نجحت مساعي الوزير لوضع مشروع طموح لبناء خطوط نقل عبر السكة الحديدية بين بيروت والمحافظات، وبين بيروت ودمشق وحمص وبغداد على النار.
نموذج الوزير علي حمية مثال على ما يمكن للمسؤول النظيف الكف النظيف العقل الطيب القلب المحبّ للناس والوطن صاحب الغيرية والحمية، أن يفعله، في وقت يمكن لألف عذر وعذر أن يكفي للاختباء وراءه والقول ليس باليد الحيلة والعين بصيرة واليد قصيرة.
التحية أقل الواجب ليس لأن الوزير يقوم بما هو ليس واجبه، بل لأن الوزير الذي يقوم بتقديم المثال ويحرض سائر الوزراء بسيرته لحذو حذوه، هو ما نحتاج بعد عقود وسنوات من الترهل والتكلس، عدا الفساد والتكسب.