في العزم والإقدام أصلُ المنطق ِ
} يوسف المسمار*
ثـوري بلادي وانهـضي وتسلَّـقي
قممَ الأعالي، بالبطـولة ِ، وارتـقي
واستـنبطي ما غاب عن بال ِ الخليقة ِ
مـن بـديـع ٍ وابـتـكـار ٍ واطـلـقي
قـد كنت ِ في ماضي الزمان ِ طليعـة ً
في الخلق ِ والفكر ِ الطليـق ِ المُشرقِ
أعـطيـت ِ للإنسان ِ أجـمـلَ صورة ٍ
وخرجت ِ من لجج ِ الظلام ِ المُطبـقِ
وفـتـحـت ِ للناس ِ الـنـوافـذ َ كـلهـا
ليغـادروا عـفـنَ الـركـود ِ الخانـقِ
فـتـنـفسـت روحُ الحـيـاة ِ بنـشــوة ٍ
فـاضتْ على الـدنـيا بعـطـر ٍ عابـقِ
فـكـرا ً يـفـيـضُ حـضارة ً وتطـورا ً
ومعـارفـا ً تجـتـاحُ عُـمـقَ المُغـلـقِ
وتطالُ ألغـازَ الـوجـود ِ وما اخـتـفى
خلفَ الغيوب ِ وفي الغموض ِالأعمقِ
أطـلـقـت ِ تـيــارَ الـرقيِّ فـكـنـتـه
حـرفـا ً على شـفـة ِ الإلــه الخالـقِ
فاخـتـارك ِ اللهُ العـليّ ُ لـتـعـلـني
فـجـرَ الـزمان ِ المستـنـيـر ِ الأعـرقِ
إلّاك ِ ما شـقَّ الطـريـقَ إلى الصلاح ِ
وسـارَ في النـهـج ِ القـويـم الأصـدقِ
إنْ لم تـثـوري لنْ تعي الأجـيالُ ما
معـنى الهـُدى المستـنهـض ِ المتألـق
أبنـاؤك ِ الـرُسُــلُ الـذيـن تـمـرّســوا
حـبَّ العـطــاء ِ الصـادق ِ الـمتـدفـقِ
فاستسلـمَ القـَدَرُ الـرهـيـبُ لعـزمهـمْ
وبعـزمهـمْ جـازوا حـدودَ الـمُطـلـقِ
قــد أطـلـقـوا عـلـمَ الـتـجـدد ِ عـالـيـا ً
أبـدا ً يُحَـلّـِق في الـمـدى الـمتـفــوّقِ
كَـرمى لمجـدك ِ سورية قـد راكـمـوا
أجسـادهـمْ حـتى الـمـدار ِالشــاهــقِ
حـبـا ً بعـزك ِ سـورية قــد فـجـّروا
بـدمائهـمْ نـبـعَ الـفـــداء ِ الـدافــقِ
فـهُـمُ الطـلائعِ دائـما ً بعـقـولـهـمْ
وبغـيـرهـمْ قـِممُ العـُلى لم تـنـطـقِ
حفـروا على صدر ِ الخلـود ِ بلادهـمْ
وتـمـيَّـزوا أبـدا ً بـحــس ٍ صـادقِ
فَـَهِـِموا الحيـاةَ رسالة ً، وشعـارُهـا :
منْ ثـارَ في طلب ِ العـُلى لمْ يُخفِـقِ
فـقـط الأعـزة ُ وحـدهـمْ أبـنـاؤهــا
ورســالـة ُ الأحــرار ِ نـهــرُ تـألّــقِ
لـولاك ِ سوريّة المعارفُ ما نـَمـتْ
وتـطـورتْ، وشموسُها لم تـُـشرقِ
لـولاك ِ ما ارتـقـت الحضارة ُ باكـرا ً
وحـروفُ أنـوار ِ الهـُدى لـمْ تـُخـلـَق
فـلـك ِ الـمحـبة ُ والـتحـيـة ُ ســوريـة
لـولاك ِ أبـوابُ السـما لمْ تـُطـرَقِ
ثـوري وجـدّدي يا بلادي وابـدعي
في العـزم ِ والإقـدام ِ أصـلُ المـنـطِـقِ
فـطبـيـعـة ُ الإبـداع ِ طـاقـة ُ نـهـضة ٍ
مشـــحــونـة ٍ بـتـطــوّر ٍ وتـفــوّ ُقِ