بوتين: الولايات المتحدة كانت أصلاً وراء الحوادث في أوكرانيا
أيدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية. ونقلت إذاعة «دويتشي فيللي» الألمانية عن ميركل أمس قولها: «إذا لم تلتزم موسكو القواعد الدولية فيجب على المجتمع الدولي أن يرد على ذلك بفرض العقوبات».
وأضافت أنه لا يحق لروسيا التدخل في اتخاذ قرارات في أوكرانيا، مشيرة إلى أن «أوكرانيا دولة حرة». وأفادت الإذاعة أن ميركل تنوي مناقشة الأزمة الأوكرانية والعقوبات ضد روسيا مع الرئيس الأميركي باراك أوباما أثناء زيارتها إلى واشنطن التي ستبدأ اليوم الخميس.
وحذر مفوض الحكومة الألمانية للتعاون الاجتماعي بين روسيا وألمانيا خيرنوت إيرلير من أخطار مواصلة تشديد العقوبات المفروضة على القيادة الروسية، وقال: «إذا وصلت الأمور إلى فرض عقوبات جديدة فسيضطر الغرب لانتظار عقوبات مناسبة من جانب روسيا، وفي هذه الحالة سنكون أمام سلسلة لا متناهية من الإجراءات المتبادلة». ووصف السياسي هذا الوضع بـ»استئناف الحرب الباردة».
وذكر إيرلير أن الدرجة الثالثة من عقوبات الاتحاد الأوروبي التي تتضمن العقوبات الاقتصادية لا يجب اللجوء إليها إلاّ في حالة التصعيد الجدي لحدة التوتر في شرق أوكرانيا، التي قد تؤدي إلى انفصال هذه المناطق عن البلاد، وأضاف أنه لا توجد حالياً أية إشارات تدل على أن موسكو تهدف إلى ذلك.
وأعلن النائب الأول لرئيس الحكومة ووزير الخارجية الصربي إيفيتسا داتشيتش أن بلاده لن تفرض أبداً عقوبات ضد روسيا، وستتمسك بالحيادية إزاء المسألة الأوكرانية.
وفي أول تصريح منذ توليه وزارة الخارجية الأحد الماضي قال داتشيتش أمس، «نحن نحترم وحدة أراضي كل دولة عضو في الأمم المتحدة، بما فيها أوكرانيا، لكن من جهة أخرى فإن صربيا لن تنضم أبداً إلى أي عقوبات ضد روسيا، لأن الحديث يدور ليس فقط عن دولة صديقة لنا أو شريكة اقتصادية وسياسية، بل وكذلك الدولة التي لم تفرض أبداً عقوبات ضد صربيا». وأضاف الوزير الصربي أن الموقف نفسه ستعلنه بلغراد في المجلس الأوروبي.
يأتي ذلك بعد يوم على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الولايات المتحدة كانت أصلاً وراء الحوادث الحالية في أوكرانيا، وهي من يوجهها، نافياً وجود أي قوات روسية أو مدربين عسكريين روس في أوكرانيا.
وأشار بوتين إلى أن الدول الغربية خلقت الأزمة الأوكرانية، والآن تبحث عن المذنبين وتفرض عقوبات على روسيا. وقال إن «شركاءنا اختاروا سيناريو القوة في تسوية الأزمة الأوكرانية، وبعد ذلك أدركوا ما سيؤدي إليه ذلك، ويبحثون عن المذنبين الآن»، مؤكداً أن لا علاقة لروسيا بالحوادث في أوكرانيا، مشيراً إلى أن الدول الغربية «خلقت هذا الوضع بنفسها والآن تريد تسويته بأيدينا».
وأشار بوتين إلى أن فرض المجموعة الأولى من العقوبات الأميركية، كان يمثل خطوة غير ودية تضر بالعلاقات بين موسكو وواشنطن. أما المجموعة الثانية «فمن الصعب تفسير سببها»، وأضاف أن الحكومة الروسية اقترحت اتخاذ خطوات جوابية، لكنه لا يرى ضرورة لذلك حتى الآن.
ودعا الرئيس بوتين السلطات في كييف إلى إقامة الحوار داخل البلاد والتوصل إلى حل وسط بدلاً من البحث عن مذنبين في الخارج. وقال في معرض حديثه عن الخطوات اللازمة لتسوية الأزمة الأوكرانية أنه يجب «التعامل بشكل متساو مع حقوق سكان أقاليم أوكرانية أخرى، وقبل كل شيء شرق وجنوب شرقي البلاد، وإقامة الحوار وإيجاد حل وسط». وأضاف: «هذا ما يجب القيام به، وإن البحث عن مذنبين في الخارج أمر غير صائب».
وأعرب بوتين عن أمله في تسوية الوضع المتعلق باحتجاز مراقبي بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي في مدينة سلافيانسك شرق أوكرانيا، وقال: «آمل أن تتم تسوية هذه المشكلة، وأن يتمكنوا من المغادرة من دون أي عائق. لكن كل الأطراف المعنية بالأمر يجب أن تستخلص الاستنتاجات وعدم تكرار الأخطاء في المستقبل».