الوقائع المؤلمة…
} عمر عبد القادر غندور*
استقبل رئيس الجمهورية قبل يومين نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، وأكد لها عن عظيم حاجة لبنان الى مساعدات دولية عاجلة وملحّة لمواجهة أزماته الاقتصادية والاجتماعية، منوّها بالمساعدات التي تقدّمها الأمم المتحدة.
بصراحة، بات لبنان المأزوم حتى النخاع يستجدي المعونات والتقديمات والأعطيات والتبرّعات على مختلف أنواعها للتخفيف من وطأة ما يعانيه من انهيار.
في حين طلب البنك الدولي من لبنان المضيّ قدماً لاعتماد خطة تعاف اقتصادي ومالي على وجه السرعة والقيام بالإصلاحات الملحة التي طال انتظارها ولم تبدأ بعد، لتفادي هلاك الأمن الاجتماعي والاقتصادي والاستشفائي الخطير.
بدوره أطلق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من السراي شبكة الأمان الاجتماعي بحضور وزير الشؤون الاجتماعية لإغاثة الأسر التي تعيش على الكفاف وفي حالة عوز شديد، في حين انّ العديد من العائلات المعدمة التي لا تملك قوت يومها ولا تمدّ يدها احتراماً لذاتها وكبريائها، ولا ندري الى متى تستطيع كبح عزة نفسها وتتعالى على بؤسها وحرمانها وقصر ذات يدها !!
نحن من جهتنا نشكّ ان يُصار الى مباشرة خطة التعافي والنهوض المستحيل الى ما بعد إجراء الانتخابات على الأقلّ، وما يعني أنه لا مساعدات ولا مبادرات ولا تقديمات من البنك الدولي !!
وفي تقرير للبنك الدولي انّ الأزمة اللبنانية تأتي ضمن اسوأ ثلاث أزمات حادة في العالم ومن أبرز مظاهرها التراجع الكبير في صرف سعر الليرة اللبنانية التي فقدت ٩٠% من قوّتها الشرائية، وارتفاع صاروخي في نسبة التضخم وهبوط حادّ في سوق العمل وارتفاع مستويات الفقر والعوز والتسول والهجرة، يترافق ذلك مع فساد السلطات التنفيذية وتهالك السلطات القضائية واستشراس السلطة النقدية التي ابتلعت أموال المودعين في المصارف، وارتفاع البطالة وتشير تقديرات التضخم الى مئة بالمئة، بينما جرى تهريب مليارات الدولارات العائدة للسلطات المالية وحماتها من السياسيين والمتنفذين.
وفي غابر الأيام قال الإمام علي كرم الله وجهه: لو تمثل لي الفقر رجلاً لقتلته.
لو كان الإمام علي يعيش في زماننا وبين ظهرانينا، لوجد الفقر في صورة آدميين فاسدين لوضعوا حداً للصوصيتهم ولشراهتهم وتواضعوا في عيشهم، لاستطاع الفقراء والمعدمين البقاء على قيد الحياة…