تقنيّة الحرق على الخشب تجربة فنيّة للشابة رانيا حديفة شغف يعكس نقاء المكان بعيداً عن الرسم التقليديّ
بدأت الشابة رانيا ناصر حديفة تجربتها الفنية في تقنية الحرق على الخشب منذ عامين حين قامت بتنفيذ صورة لابنها كريم ثم لجدّها الشهيد فايز حديفة وعدة شخصيات في بلدتها، حيث لاقت أعمالها إعجاباً من المحيطين ما شجّعها على التوسع تدريجياً بمشروعها الفني لتعوّض خيبة سابقة تسبب بها عدم قدرتها على إكمال دراستها في كلية الفنون الجميلة لظروف خاصة.
وقالت حديفة في لقاء صحافي حول عملها الفني: «إحساس رائع ينتابني وأنا أنجز أعمالي الفنية بتقنية الحرق على الخشب مبتعدة من خلالها عن الرسم التقليدي لأجسد مشاعري ضمن العمل الذي اشتغل عليه بكثير من الحب والشغف، بخاصة أنني أعكس نقاء المكان الذي نشأت وترعرعت فيه ضمن بلدة الكفر في ريف السويداء الجنوبي».
وبينت رانيا أنها اختارت هذه التقنية تحديداً لما فيها من متعة في العمل وقدرة على إضافة الكثير من مشاعرها على جزئياته الدقيقة ولمسات خاصة قد لا يبلغها الرسم التقليدي بالألوان سواء من خلال رسمها للشخصيات أو للمناظر الطبيعية على اختلافها، لافتة إلى أنها تقوم بداية بتنفيذ العمل بقلم الرصاص قبل أن تبدأ باستخدام جهاز الكاوي الصغير بحيث تمرّر أداة الكيّ فوق خطوط الشكل المرسوم ليترك عليه أثار اللون البني بدرجات متفاوتة لتقوم بعد ذلك بدهن سطح اللوحة بمادة عازلة.
الحرق على الخشب من وجهة نظر رانيا واحد من الأعمال الفنية الصعبة نظراً لعدم إمكانية التراجع عن الخطأ بحرية مثل باقي أنواع الرسم إضافة لما تحتاجه اللوحة من جهد ودقة ووقت طويل لإنجازها عداً عن كونه يتطلب تدريباً مكثفاً لحركة اليد وقوة ضغطها عند الرسم وكذلك طريقة التعامل مع ماكينة الحرق لتجسيد الضوء والظل باللوحة.
طموحات واسعة تحملها رانيا التي سبقت لها المشاركة في فعاليات ومعارض فنية على أمل التوسع بتجربتها خلال الفترة المقبلة لتترك بصمة واضحة في هذا النوع من الرسم، مؤكدة أن الحرق على الخشب يتيح لممارسه إمكانية تجسيد هوايات أخرى في العمل كفن الخط إضافة إلى الاستعانة بالنحت والزخرفة وغيرهما من الفنون.
