المكاري التقى نقابة المحررين ووفوداً القصيفي: لقانون إعلام عصري وتشريعات للخروج من المحنة الخانقة
بحث وزير الإعلام زياد المكاري، في مكتبه بالوزارة، مع وفد من نقابة المحررين برئاسة النقيب جوزف القصيفي، في الأوضاع العامة والشؤون الإعلامية في البلاد.
وعرض القصيفي أهمّ المشاكل التي يُعاني منها الإعلام في لبنان، وأبرزها:
عدم وجود قانون عصري شامل ومتكامل يُنظم الإعلام في لبنان، ويكون بديلاً من قانون المطبوعات الذي تجاوزه الزمن ويرقى إلى العام 1962، علماً بأن مشروع قانون بهذا الصدد قد أُنجز بعد اجتماعات دامت سنوات وهو لا يزال في درج لجنة الإدارة والعدل النيابية، والمطلوب إطلاق سراحه وإحالته إلى المجلس النيابي لمناقشته وإقراره.
عدم بتّ مشروع القانون الذي يُعدل أحكاماً في قانون المطبوعات تتصل بإنشاء نقابة المحررين، لجهة عصرنتها وتحديثها، وتوسيع قدرتها قانوناً على استيعاب كل الفئات العاملة في الإعلام. وحتى الساعة لم تحله الحكومات المتعاقبة إلى المجلس النيابي منذ العام 2017.
تجاهل الدولة لقطاع الصحافة «الورقية»، والإعلام وعدم الجدية في التعامل مع المطالب المرفوعة لدفع الضائقة عنهما، وتخفيف الأعباء، وتوفير الحوافز التي تعينهما على الثبات في وجه التحديات، علماً بأن كلفة هذا الدعم ليست كبيرة، وبالإمكان تدبُرها بإجراءات لا تُثقل على الخزينة ولا تُرهق المواطن.
التهرب من مواجهة التخبط الذي يُصيب الإعلام الإلكتروني، وعدم تحديد مرجعية قانونية واضحة وقواعد عمل له، والحل يكون من خلال قانون الإعلام الشامل الذي لا نزال ننتظره بفارغ الصبر.
ضرورة الخروج من منطق الإعلام الرسمي إلى الإعلام العمومي، ليكون لبنان قادراً على صنع إعلام وطني منافس، من دون قيود على الحريات. وهذا يعني التأسيس لشراكة بين القطاع العام الإعلامي والمواطنين، وفق آليات قانونية تستلهم تجارب رائدة في هذا المجال لدى عدد كبير من البلدان ومنها بريطانيا «هيئة الاذاعة البريطانية نموذجاً». وبالتالي، فإنه يمكن الإفادة من الأجهزة الاعلامية الرسمية القائمة (إذاعة، تلفزيون، وكالة وطنية للاعلام، مؤسسة دراسات)، وتطويرها، وإدخالها في منظومة تشاركية مع المواطنين، لإنتاج إعلام رائد، موضوعي، وطني يفتح الفرص أمام الزميلات والزملاء، ويحد من هجرتهم وبطالتهم.
اثر اللقاء، قال المكاري»هذه الوزارة هي بيت نقابة المحررين، وهذه المرة الأولى التي أتعرف بها على رئيسها وأعضائها. تطرق اجتماعنا لمشاريع كثيرة للتلفزيون وللإعلام عشية الانتخابات النيابية. ونتمنى أن نكون عمليين قدر الإمكان».
أضاف «اتفقنا على أن نستكمل اجتماعاتنا بشكل سريع لأن الوقت داهم والانتخابات أصبحت قريبة، والبلد ليس مرتاحاً إعلامياً، وأصغر خبر قد يؤثر عليه سلباً».
من جهته، أعلن القصيفي أنّ زيارة الوفد وزير الإعلام هي «أولاً لتهنئته بتعيينه وزيراً للإعلام، وبحثنا معه في أمور وقضايا على غاية من الأهمية خصوصاً على أبواب الانتخابات النيابية، وكيفية تعاطي الإعلام عموماً معها، وخصوصا تفعيل دور الإعلام الرسمي ليؤدّي دوره كاملاً في هذا الاستحقاق، وليكون حاضراً في كل مفاصله من أجل تطوير عمله مستقبلاً، ومن أجل فتح آفاق جديدة، ليكون إعلاماً عاماً وفي متناول جميع اللبنانيين ويحظى بثقتهم كما كان في السابق».
أضاف «كما بحثنا في أمور تتصل بقوانين وتشريعات إعلامية تخص الصحافيين جميعاً، وتخص أيضاً أصحاب المؤسسات الإعلامية، من أجل العمل معاً على الخروج من هذه المحنة الخانقة التي يُعاني منها الإعلام في لبنان، سواء على المستوى المهني أو المادي».
وتابع «لأنّ الوقت داهم، ولأنّ عمر الحكومة سيكون محدوداً في الزمن، اتفقنا على تكثيف الاجتماعات والاتصالات من أجل القيام بتحرك واسع في هذا الاتجاه، سوف تظهر نتائجه قريباً».
كما استقبل المكاري وفداً من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام ووفداً من جمعية «جاد» وجه له الدعوة لزيارة المتحف التخصصي التدريبي في جبيل. كما التقى وفداً من الاتحاد العالمي للمعلوماتية الرقمية والتكنولوجيا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عرض لمشاريع عدة تخص الوزارة والشأن العام خصوصاً في التكنولوجيا والمعلومات الرقمية.
وبحث المكاري مع وفد من مكتب «يونيسيف» في بيروت، في «استكمال التعاون بين وزارة الإعلام ويونيسيف وتوقيع مذكرة تفاهم بين الجانبين لمكافحة الأخبار الزائفة، وحماية الطفل من العنف وحملات إعلامية أخرى». وبحث اللقاء أيضاً، في «مشروع بناء قدرات لمحرري ومندوبي الوكالة الوطنية للإعلام».