حزب الله: المشروع التكفيري يصرّ على إدخال المنطقة في أتون الاضطراب المذهبي
أكد حزب الله «أنه يؤمن بالدولة اللبنانية القوية ودعامتها المقاومة والجيش والشعب»، لافتاً إلى «أن نجاح حزب الله في سورية مع القوى الشريفة التي واجهت داعش والنصرة والقاعدة كان مؤشراً إيجابياً ومهماً لحماية لبنان». معتبراً: «أن المشروع التكفيري يصرّ على إدخال المنطقة في أتون الاضطراب المذهبي».
وشدد على «أن خطاب العبور إلى الدولة كان لإخفاء ممارسة ميليشيوية تقضي على الدولة وتثير الفتن، وأن خطاب النأي بالنفس كان لإخفاء دور عسكري متمادٍ في سورية»، مؤكداً «أننا نملك خطاباً واحداً ورؤيةً واحدةً وممارسةً واضحةً ومعلنةً نظهرها من دون أي ازدواجية». ولفت إلى «أن تسرية التعطيل من مؤسسة الرئاسة إلى المجلس النيابي ومن ثم بعض الذين يحاولون تعطيل الحكومة لن يؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية».
وشدد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على «أن حزب الله يؤمن بالدولة اللبنانية القوية ودعامتها المقاومة والجيش والشعب»، مؤكداً: «عدم القبول بلبنان الضعيف».
وقال قاسم في كلمة له خلال حفل تأبين الفقيد حسن بشير في مجمع الكاظم في حي ماضي: «نحن نعتبر أن مواقفنا في مواجهة الاتجاه التكفيري هي المواقف الصحيحة التي يجب أن يتخذها الجميع، ومن كان يفكر بالاستثمار في «القاعدة» وجد في نهاية المطاف أنه انقلب ضده. بعض الدول الإقليمية والعربية دعمت «القاعدة» دعماً منقطع النظير، ولكن الآن بدأوا يشعرون بالخطر لأن هؤلاء لم يردوا عليهم، هم معهم في الفوضى ولكن ليسوا معهم في مصالحهم، هم معهم في تخريب البلاد والعباد ولكن ليسوا معهم في مسح جيوبهم، هم مختلفون لأن كل واحد منهم عنده مشروع يختلف عن الآخر».
واعتبر قاسم «أن نجاح حزب الله في سورية مع القوى الشريفة التي واجهت «داعش والنصرة والقاعدة» كان مؤشراً إيجابياً ومهماً لحماية لبنان، فتصوروا لو أن القلمون مع «داعش»، والقصير مع «جبهة النصرة»، وعشرون ألف مقاتل تقريباً ينتشرون في تلك المنطقة في مقابل لبنان، مع المعبر الموجود في جرود عرسال، ومع الاختراق الذي حصل من خلال هذه المدينة، كيف يمكن أن تكون الصورة؟ ستكون سيارات مفخخة وانتحاريون في كل لبنان، عندما كان لهم بعض الوجود هناك وبخاصة في منطقة القلمون مرّت 15 سيارة مفخخة، ولم تتوقف السيارات إلاَّ عندما دخل المجاهدون إلى يبرود ورنكوس والجبة وفليطة وضبطوا مراكز تصنيع هذه السيارات، وعندها ضُبط الأمر من مركزه الأساسي، ولذا خفّت الأمور كثيراً عما كانت عليه في السابق وبتنا نعيش شيئاً أو بعضاً من الأمان».
وأضاف قاسم: «إذا نجحنا في سورية في مواجهة خطر «القاعدة»، ونجح الجيش في مواجهة التكفيريين في منطقة البقاع في جوار عرسال والقرى اللبنانية الأخرى، وهذا أمر يُسجل ويفترض على الجميع أن يعززوا هذا الإجماع حول مواجهة التفكيريين، لأن المسألة لا تطاول فريقاً من دون آخر إنما تطاول الجميع، وعلى كل حال هناك من استدرك ولو بعد مدة طويلة ونأمل بأن يتحول هذا الاستدراك إلى عمل لا إلى محاولة تبرئة أو تبرير أعمال «داعش» بأنها رد فعل».
وأكد قاسم وقوف حزب الله «إلى جانب المؤسسات الدستورية، ومع انتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت، ومع أن ينعقد المجلس النيابي ويُشرّع، ومع أن تعمل الحكومة ولا تتوقف، ونعتبر أن تسرية التعطيل من مؤسسة الرئاسة إلى مجلس النيابي ومن ثم بعض الذين يحاولون تعطيل الحكومة لن يؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية، تسرية التعطيل ليست الطريقة من أجل انتخاب رئيس الجمهورية، الكل يعلم كيف يمكن أن يُنتخب، والكل يعلم أن التوافق مطلوب لاختيار رئيس قادر، والكل يعلم أن المراهنات التي استمرت لعشرة أشهر حتى الآن على تطورات الخارج لم تنفع، ولن تؤدي إلى نتيجة، ومن سينتظر سينتظر عشرة أشهر إضافية وأكثر ولن يجد حلاً إذا لم يتحرك، الحل من الداخل اللبناني باتفاق الأطراف لإنهاء هذا الأمر من دون تسرية التعطيل من الرئاسة إلى غيرها، بل بمحاولة البحث عن المخارج الملائمة للوصول إلى نتيجة».
وأكد رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك «أن حزب الله يريد انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد»، معتبراً خلال الاحتفال التأبيني الذي أقيم بمناسبة مرور أسبوع على وفاة حسين أحمد القنطار الموسوي في حسينية بلدة النبي شيت «أن نقطة الخلاف بينه وبين الفريق الآخر، هي عدم قبول الحزب برئيس يكون مطية لأحد، بل يريد رئيساً حرّاً شريفاً يحمي الوطن ويحمي بنيانه ويقضي على الفساد»، مشدداً على «أن الحزب حريص على وحدة لبنان ويريده دولة للمؤسسات التي تحمي شعبها وحدودها».
وأكّد وزير الصناعة حسين الحاج حسن أن «لبنان في قلب معركة مواجهة الخطرين الكبيرين الصهيوني والتكفيري»، داعياً الى «توفير كل جهد ودم ورصاص لأجل هذه المعركة». وأكد الحاج حسن خلال رعايته للمصالحة بين عائلتي اسماعيل ومظلوم في بلدة بريتال «أن المعركة مع الإرهاب ما زالت قائمة، والتضحيات فيها قُدمت، وستقدم من أجل هزيمته».
ورأى النائب علي فياض «أن البيئة الإقليمية هي بيئة اضطراب وتصعيد، وأن المشروع التكفيري يصرّ على إدخال المنطقة بأكملها في أتون الاضطراب المذهبي والانقسامات والصراعات، والهدف من كل ذلك هو الوصول الى منطقة تدور في فلك الصراعات الدموية والإنهاك وانهيار الدولة، مما يخدم أهداف «إسرائيل» في التفتيت والشرذمة». واعتبر فياض خلال احتفال تأبيني أقامه حزب الله في ذكرى أسبوع كامل علي فوعاني في حسينية بلدة حولا «أن الغرب يلعب بنا جميعاً، وأن الرهان عليه هو رهان على أوهام، فلو كان الغرب يريد القضاء الفوري على داعش لقدّم أداء عسكرياً مختلفاً على غرار ما حصل في كوباني»، لافتاً إلى «أن عودة نتنياهو تكشف أن المجتمع «الإسرائيلي» لا يريد أي حل للقضية الفلسطينية حتى وفق التصورات الغربية، على رغم أن الفروقات بين الاتجاهات «الإسرائيلية» تكاد تكون معدومة»، مؤكداً «أن دورنا في سورية يتحرك في أفق من يسعى إلى حل سياسي يعيد بناء لحمة المجتمع ووحدة الدولة وتشترك فيه كل المكونات السورية».
ودعا فياض «الجميع أن ينظروا إلى الأمام لحماية الحوار وتكريسه كإطار لمعالجة الخلافات بين اللبنانيين، وليجعلوا من المرحلة عنواناً لسعي مشترك وهو كيف نحمي الاستقرار والأمن والحدود في لبنان، وكيف نحمي المؤسسات ونفعلّها من الحكومة إلى المجلس النيابي إلى الرئاسة التي يجب أن نسرع في انتخاباتها وفق الخيار الذي يجعل منها عتبة انتقال إلى مرحلة جديدة تفتح على تفاهمات عميقة في الواقع السياسي اللبناني وتضع حداً للأزمة المفتوحة».
وقال النائب نواف الموسوي في كلمة له خلال إحياء ذكرى أسبوع الشهيد المجاهد عباس نسيب حرز وأسبوع فقيد الجهاد شادي تيسير ياسين باحتفال تكريمي في حسينية بلدة مجدل سلم الجنوبية: «بات الجميع مقتنعاً بأن التكفيريين هم أعداء، ونحن كنا السباقين لمواجهة خطرهم خلف الحدود، وقبل أن يقرّ العالم بأجمعه بوجودهم، حيث بدأ يحشد قواه في مواجهتهم»، ودعا جميع القوى الى أن «تحتشد في هذه المواجهة، لمنع خطر العدو التكفيري الذي يتهدّد البلاد والعباد، والدفاع عن لبنان، ومنع التكفيريين من تنفيذ أطماعهم ومخططاتهم، فكما دافعنا عن وطننا في وجه العدو الصهيوني، ينبغي أن نكون على جاهزية دائمة لا سيما في الأسابيع المقبلة قبل ذوبان الثلوج من مرتفعات السلسلة الشرقية عند الحدود مع سورية».
وشدّد الموسوي على أننا «في الوقت الذي نواجه فيه العدو التكفيري فإننا لا يمكن أن نغفل عن العدو الصهيوني الذي لا يفهم سوى لغة القوة والمقاومة، والصراع معه لا يمكن تسويته بأي شكل من الأشكال، فيما هو متمادٍ بالاعتداء على الحقوق والسيادة والمقدسات والبشر، ولا يمكن الرهان معه على أي حل، وتحديداً لأن القيادة «الإسرائيلية» التي أفرزتها الانتخابات في الكيان الصهيوني، أظهرت أن هذا الكيان كما صرح الفائز في الانتخابات رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ليس مستعداً لأي حل، لذلك لا يمكن إسقاط عدائية العدو الحقيقي على أساس أي حلّ غير قابل للتحقق».
إلى ذلك، زار رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد ابراهيم امين السيد، رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب يرافقه محمود قماطي وعلي ضاهر. وأكد السيد «أن لبنان يقع تحت تأثير مجريات المنطقة وأحداثها وتطوراتها السريعة، لذلك على اللبنانيين ألا ينتظروا ما يحدث عليهم أو لهم، وإنما أن يبادروا بسرعة وبقوة متجاوزين الكثير من الخصومات أو الخلافات السياسية لبناء وضعية لبنانية على المستوى السياسي والاجتماعي والامني، بما يتناسب مع هذا التأثير بمجريات المنطقة على لبنان»، مشيراً الى أنه «حين يكون الحوار نتيجته في الجلسة الماضية أن المصلحة استراتيجية في الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، فإن خلاف هذا الرأي هو أصوات خارج المصلحة الاستراتيجية، واذا كانت خارج المصلحة الاستراتيجية فيملك الرأي العام ان يضعها حيث يشاء حينئذ».