«القومي» شيّع الرفيق المناضل عبد الملك بصبوص بمأتم مهيب في بلدة سحمر أنطون سلوان: عهدنا أن نبقى في ساحات الجهاد وأن يبقى الصراع عنوان وجودنا وسبيلاً لتحرير أرضنا
شيّع الحزب السوري القومي الاجتماعي الرفيق المناضل المحامي عبد الملك بصبوص (أبو عروة) بمأتم حزبي وشعبي مهيب في بلدة سحمر ـ البقاع الغربي، وتقدم المشيعين عميد الدفاع علي عرار ممثلا رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، مرشح الحزب عن دائرة البقاع الغربي أنطون سلوان، منفذ عام زحلة جابر جابر، أعضاء المجلس القومي د. نضال منعم، جرجي الغريب ومحمد قمر، ناموس منفذية البقاع الغربي وسام غزالي والنظار هشام توما، عمر الجراح وحسن شموري، مدير مديرية سحمر غسان الحرشي وأعضاء هيئة المديريّة، مدير مديرية المرج محي الدين صالح، أعضاء هيئات مديريات مشغرة، لبايا، والغربي.
وشارك في التشييع عضو قيادة إقليم الجنوب في حركة أمل الحاج محمد الخشن، القاضي الشيخ أسدالله الحرشي، وفاعليات حزبية وسياسية وتربوية وثقافية وبلدية واختيارية واجتماعية وجمع من القوميين وأهالي سحمر والبقاع الغربي.
ألقى ينال أسعد كلمة تعريفية، مما جاء فيها:
إن هذه الحياة مليئة بالحكم والعبر والدروس. ومن أهم وأقسى الدروس التي يمر بها الإنسان هي التي تنتج عن الموت. فالموت يخطف من بيننا أحبة وأعزاء ما زلنا بحاجة لوجودهم بيننا. ورحيل الأحبة يترك في القلب غصة وحسرة وجروحاً قد تشفى ولكن ندوبها في الروح تلازمها الى الأبد.
وأضاف: نلتقي اليوم لوداع الرفيق عبد الملك بصبوص الذي رحل عنا ونحن بأمسّ الحاجة الى رأيه السديد ومواقفه الشجاعة وأفكاره النيرة. نلتقي اليوم، يجمعنا الرحيل ونحن قوم نؤمن بأن الرحيل ليس النهاية بل هو بداية مرحلة جديدة. يرحل عنا الأعزاء لكنهم لا يغيبون يوماً، لأن أفعالهم تلازمنا ما حيينا.
وختم: هكذا نرى الحياة، لقاء، وعملاً دؤوباً وجهاداً، ثم رحيلاً وطريقاً يجب أن تواصلها الأجيال القادمة. فنحن قوم، نحب الحياة لأننا نحب الحرية ونعشق الموت متى كان الموت طريقاً إلى الحياة.
سلوان
وألقى ناظر الإذاعة في منفذية البقاع الغربي، مرشح الحزب عن دائرة البقاع الغربي ـ راشيا أنطون سلوان كلمة مركز الحزب ومما جاء فيها:
يقول أنطون سعاده «الحياة عميقة الجديّة شديدة القسوة، لا تتوقف لحظة عن تحدي صمود الإنسان بالمصاعب والمصائب التي تقيمها في سياق مسيرته الشاقة. الحياة مغامرة كبرى ومصدر جميع المغامرات التي لا تُحصى ولا يحتمل تذليلها والتغلب عليها إلا بالنفسية الصراعيّة المجهّزة بأمتن القوى النفسية المناقبية التي هي قدرة إلايمان وإلارادة: إلايمان بالحقيقة وإرادة تحقيق قضية الإيمان، وفرض الانتصار المحتوم دون مهادنة أو تهاون».
هذه هي الحياة وهكذا نراها نحن القوميين الاجتماعيين، تحديات، صراعاً، صموداً، فانتصاراً.
وقال: اليوم نودع رفيقاً عزيزاً على قلوبنا جميعاً، الرفيق عبد الملك بصبوص. رفيقاً شاءت الأقدار أن يحل بيننا هنا في البقاع الغربي بعد أن كان من أول الذين استهدفتهم يد الإرهاب في إدلب في الشام. استهدفته يد الإرهاب التي استهدفت وتستهدف المقاومين الشرفاء، العقائديين الذين لا يساومون على الحق ولا على الحقيقة، أصحاب المبادئ الذين يتمسكون بالأخلاق الرفيعة والمناقب العالية. وهي استهدفت وتستهدف المثقفين والعقلاء، العالمين والحكماء لأن وجود هؤلاء يضرب كل المشاريع التقسيمية التفتيتية في الصميم، ووجود هؤلاء يعزز روح الصراع والمقاومة، وجودهم يمد المجتمع بالقوة والوحدة، يمدّه بالأمن والأمان، وبعد أعوام من الصراع والجهاد والمقاومة وبعد تظافر جهود كل الشرفاء، دولة ومقاومين، اندحر الإرهاب عن الشام وأصبح وجوده محصورا في بقع، ليس اقتلاعه منها إلا مسألة وقت.
وأضاف: نلتقي اليوم لنودع من واجه الموت بإيمان المدرك بأن الحق لا بد أن ينتصر والباطل لا بد أن ينهزم. واجه وتحدّى الموت ليعود الينا من رماد الموت كما طائر الفينيق وكان لنا شرف وجوده بيننا، رفيقا عزيزا وأخا وفيا وصديقا صدوقا ووالدا حنونا الى أن حانت ساعة الرحيل التي هي حق على كل انسان.
وقال: في يوم وداعك لا بد لنا من أن نقول كلمة حق. رفيق أبو عروة سوف تفتقدك المنابر التي لطالما اعتليت في مختلف المناسبات لترفع صوت النهضة وصوت أنطون سعاده، سوف تفتقد قاعات النقاش طروحاتك الثقافية، العقائدية، الفكرية، الدستورية، القانونية. سوف يفتقد كل لقاء واجتماع دماثة خلقك، ومرونة طروحاتك وطلاقة لسانك وعدم مساومتك على مبادئك.
وختم سلوان: وفي يوم وداعك أيها الرفيق العزيز، عهدنا لك، كما عهدنا لزعيمنا ولكل الشهداء، أن نبقى في ساحات الجهاد، وأن يبقى الصراع عنوان وجودنا، أن نعمل بكل ما فينا من قوة لوحدة هذا المجتمع، وقوة هذا المجتمع ومنعة هذا المجتمع، أن نعمل بكل ما فينا من قوة لاقتلاع الطائفية البغيضة من هذا المجتمع، وأن نعمل لأن يكون الدين عامل التقاء ووحدة لا عامل فرقة وانقسام، أن نعمل من أجل تحرير أرضنا السليبة من الاحتلال، أن نعمل من أجل مواجهة التحديات التي تعترض تقدمنا نحو الفلاح، وأن نكون دائماً حيث يجب أن نكون، نعمل من أجل الخير العام أينما كنا وفي أي موقع وجدنا، وأن تكون وحدة حزبنا وقوة حزبنا هدفاً أولياً من أهدافنا وعنوانا أساسيا من عناوين عملنا. «نسير وعيوننا شاخصة إلى الهدف الذي جعلناه نصبها، رؤوسنا منتصبة وصدورنا مرتفعة، فخورين بجراحنا، فخورين بانكساراتنا، فخورين بانتصاراتنا!».
بعد الكلمات حمل نعش الرفيق الراحل على أكف ثلة من نسور الزوبعة وأدّى له القوميون الاجتماعيون التحية الحزبية قبل أن يوارى في الثرى.
وكانت منفذية البقاع الغربي في الحزب السوري القومي الاجتماعي أصدرت نعياً للرفيق الراحل عبد الملك علاء الدين بصبوص (أبو عروة).
وأشار البيان إلى أنّ الرفيق الراحل من مواليد 7/4/1962، وبأنه انتمى الى الحزب في أوائل الثمانينيات، وكان مثالاً للقومي الاجتماعي الملتزم والمناقبي.
وقال البيان إن الرفيق الراحل عيّن ناظر للإذاعة في منفذية ادلب، ومديراً لمديرية أريحا، قبل أن ينتقل الى لبنان ويتحمل مسؤولية مذيع في مديرية سحمر، وينتخب عضواً في المجلس القومي.