حديث الجمعة

صباحات

} 25-3-2022

صباح القدس للدفع بالروبل، قرار يستحق جائزة نوبل، وقد وصفه أحد الخبراء بالقنبلة النووية الذكيّة، بينما العقوبات قنبلة نووية غبية. فقد قال بوتين للغرب، أكملوها طالما اعلنتم الحرب، فكيف ترضى كرامتكم ذل الشروط، فقولوا لا نريد النفط والغاز، وتموضعوا خلف الخطوط، وقولوا فلتكن حرباً بلا ألغاز، فإذا كان هدف العقوبات محاصرة روسيا بالأموال، فشراء النفط والغاز يموّلها، وصار الآن أداة للقتال، بعدما صار على الغرب للروبل أن يحوّلها، فكما تسببتم بانخفاض اسعاره في السوق، عليكم الآن كالشاطرين أن ترفعوه، وان لم يعجبكم الخازوق، فترجلوا عنه ودعوه. ويأتيك هاو مبتدئ في الفهم السياسي، ويخبرك ان موسكو ستنهار بتحليل تياسي، والحرب اولاً واخيراً صراع إرادات، وقد حولها الغرب لصراع إيرادات، وفي كليهما يربح الروس، وحال الغرب ميؤوس، والدليل بسيط، يراه كل عبيط، كما كنا نقول عن التفاوض النووي، والتباين بين واشنطن وتل أبيب، لو كان الأميركي واثقاً أن الإسرائيلي قوي، وقادر على تغيير المعادلات في المدى القريب، لأجل المفاوضات، وواصل العقوبات. واليوم نقول، وفكّروا بالمعقول، لو كان الإسرائيلي يملك أدنى اليقين، بأن النصر للأميركيين، لما تردد في الانضمام، الى سرب الحمام، وهو يقول إنه اختار الحياد، لأن لا خيار بالإيد، كما قال لابيد، والا سيسقط الطيارون أسرى في غاراتهم، وسيصطادهم السوريون بين حاراتهم، ولو كان حساب النصر هو الأكيد، لما تردد الأتراك، ولا الإمارات، فكل انتهاك، يحمل الإشارات، ان الحلفاء اعلم بحال حليفهم، والضعفاء باتوا يستشعرون حال ضعيفهم، وشعار الجميع، في زمن الحرب دبّر راسك، وكي لا تضيع، امسك لباسك.

} 28-3-2022

صباح القدس لفلسطين، كل صبح وكل حين، صباح الثوار والفدائيين، يكتبون النصر المبين، بالدماء يرسمون خط اليقين، ويجيبون على ألف سؤال، ويؤكدون أن الاحتلال الى زوال، فلم تكد دماء شهيد النقب تجف، والتداعيات لم تقف، حتى جاءت عملية جديدة، تكتب بيتاً في القصيدة، وتقول إنه حتى لو أعلن من اعلن المسؤولية، فإن الشهداء أبناء القضية، ويا حبذا لو يترك الجميع ساحات الصراع، ويفتحون نحو فلسطين الأبواب، لما تاه حق ولا ضاع، نضال بتهمة الإرهاب، ففي فلسطين يتخذ الرصاص من القضية الهوية والتصنيف، وهو ما يُعَرِف سواه ولا يحتاج الى تعريف، فان تطلق النار على الاحتلال والاستيطان، فأنت مقاومة شريفة لحماية الأوطان، وانت صرخة الإنسانية بوجه الكيان. وفي عملية الخضيرة قيمة مضافة، تقول لقمة النقب كفوا عن السخافة، فعبثاً تحاولون التطبيع، والشعب لا يشتري ولا يبيع، حقه ثابت، متمسك بالثوابت، يعرف اتجاه الريح، ولم يتعب ولا يريد أن يستريح، ومن تعب من مجرد الكلام، ويريد طلب السلام، فليجلس على الرصيف، فلا ينفع مع الشعب تخويف، ولا يغير قناعاته تحريف، فهو يعرف طريق الحق من قلة سالكيه، وعلى مدى عقود بالدم يحاكيه، ويؤكد كل يوم، لأمراء النوم، أن من يرسم الطريق، لا يحتاج الى التدقيق، واسألوا الكيان، عن خبرته في غزة ولبنان، وتعلموا فن الاصطفاف، من شعب لا يخاف، والمعادلة بسيطة، ترسمها الخريطة، أن قانون الحروب، من الشمال والجنوب، سيكتب التاريخ، بالمسيَّرات والصواريخ، وقد تغير الزمن، منذ حرب اليمن، فلا تضيعوا وقتكم في التحليل، والبحث عن دليل، فالشعب لا يموت، و»اسرائيل» أوهن من بيت العنكبوت.

} 29-3-2022

صباح القدس وقد أخذت الحرب أبعادها، وصار في الواجهة أسيادها، فما عادت حرب أوكرانيا والدونباس، بل كما هي حرب أوروبا بالأساس. وما عاد حرب الضمانات الأمنية، بل صارت واضحة كحرب اقتصادية. وما عادت حرب العقوبات، بل حرب الطاقة والعملات، والعيون شاخصة نحو موعد فاصل، عندما تواجه أوروبا الاستحقاق، حيث لا تفيد المراجل، ولا السطوة على الإعلام والنفاق. ففي أول نيسان، ليست هناك كذبة، ولا مكان للعبة، على أوروبا أن تختار، بين الدفع بالعملة الروسية، او انقطاع إمدادات الغاز، وبناء على الاختيار، تتحدد وجهة رئيسية، وتحل الألغاز، فإما تخضع أوروبا للشروط، ويتدفق الغاز عبر الخطوط، فتسقط قيمة العقوبات، بتقديم الدعم للنظام المالي الذي قيل إنه ينهار، ويسقط خطاب الترهات، عن فعالية الحصار، وتشتري أوروبا اقتصادها، والرفاه لبلادها، بتوجيه ضربة قاضية لخطة الغرب، وتقول إنها غير جاهزة للحرب، ويبدأ البحث عن حل على القياس، ينهي الحرب من الأساس، بالتسليم بنصر أكيد، لنهوض نظام عالمي جديد، أو تقرر أوروبا إنها لن تدفع، وسترد على المدفع بالمدفع، وأنها ترتضي العتمة، على ان تقدم لبوتين خدمة، وتذهب بشركاتها إلى الإفلاس، وباقتصادها لخسارة الأساس، وتعميم البطالة، وجنون الأسعار، واستقالة بعد استقالة، ونظام ينهار، وكل حل وسط يقوم على إرضاء بوتين، هو خضوع لشروط التمكين، لصالح الروس، بحل مدروس، لأنه إعلان هروب، من نتيجة الحروب، عندما تشتعل النار في طرف اللباس، وليس فقط في الدونباس.

} 30-3-2022

صباح القدس من يعبد في نواحي جنين، إلى عموم فلسطين، زف الخبر، وانتشر، أن القضية بألف خير وأكثر، وأن الدم هو المطهر، وأن الحق حكماً سيظهر، وأن الذين توهّموا، أنهم مهما ظلموا، فلن يأتي يوم الحساب، وصنفوا للمقاومة لوائح الإرهاب، جاء وقت حسابهم، والموت وراء بابهم، وأن لقاءات الصور التذكارية، ولو كانت على مستويات رئاسية ووزارية، لن تمنع الشعب، من مواصلة الحرب، فالقضية عمرها قرن من مئة عام، ولم يعرف الشعب الاستسلام، ومر عليها ملوك ورؤساء، وانهزموا او استسلموا، لكنها بقيت بين الأرض والسماء، علموا ام لم يعلموا، ولم يأت ضياء، الا من حيث ظلموا، ولم يتعلّموا، بأن الشعب الجريح، يكتب بالخط الصريح، فلسطين ستبقى ويرحل سواها، فهي اليقين سبحان من سواها، وها هي الوقائع، تنصف الحق الضائع، فكل لقاءات التطبيع في النقب، لم تفعل سوى رفع منسوب الغضب، والأمن لا من يشتري ولا من يبيع، وليس بيد جماعة التطبيع، فما دام الاحتلال، سيدوم القتال، وما دام الحصار، كل يوم انفجار، وما دام التمييز العنصري هو القانون، فالانفجار قادم من حيث تعلمون ولا تعلمون، وعبثاً يحاول الجميع، في لعبة التطبيع، وعبثاً تحاولون، قالها ضياء، يا قدس إننا قادمون، ورددت بعده السماء، سينتصر المقاومون، فهم الوعد، وهم العهد، وهم نصرالله، والغد القادم، لا تصالح لا تسالم، لا تساوم.

} 31-3-2022

صباح القدس لقوانين الحروب، لا يمكن أن تُقرأ بالمقلوب، حيث المعادلة التي يرسمها الروس، فيها الكثير من الدروس، فمعيار النصر ليس دخول المدن والتحول الى احتلال، وليس التوسّع في الجغرافيا وخوض القتال، وليس السرعة، بل بمقدار الجرعة، فالمعيار، في الانتصار، إمساك القرار، والسيطرة على مفاصل الحركة، والتحكم بحدود قدرة الخصم على خوض معركة، وإحكام إغلاق البر والبحر، حتى توفير شروط التفاوض نحو النصر، وأعظم الحروب لم تنته بإسقاط الحكام، بل بفرض شروط الاستسلام، واخطر الانتصارات هي التي انتهت بالوهم، كالدخول الأميركي الى بغداد، حيث أثبت العلم، ان كل احتلال سيزول لأي بلاد، والجيوش العبقرية، هي التي تبقي حربها على القشرة والمفاصل، وتملك القدرة الفكرية، لتعرف أين وكيف تقاتل، ولا تستخفّ بالشعوب، في خوض الحروب، فتحدد الحق من الباطل، وترسم بينهما الخط الفاصل، وها هي روسيا تفتح حربها الفعلية، وتبقي على نار هادئة حربها في الميدان، فتطلق العنان للمسارات الأصلية، التي تغير في البنيان، مسار النظام العالمي الجديد، ومسار تسعير الطاقة، وتشكل مع الصين حلف التجديد، حلفاً يصعب اختراقه، وتبدأ بالضغط لكسر حصرية الدولار، في التداول وتحديد الأسعار، وتحول الجغرافيا الى سلاح، وتضع أوروبا أمام الاختبار، بين أن تبقى لأميركا مجرد ساح مستباح، أو أن تفهم مقتضيات وميزات الجار. وهذه هي في العمق الحروب الناعمة، وليست حروب الفتن، حروب تحرك مكامن القوى الداعمة، وتلعب على مسار الزمن، فتغير مجرى الصراع، وتقلب الأوضاع، وتتفادى صرف فائض القوة، لمنطق فرض الخوة، بل تجعله قيمة مضافة، يعدل لكل مسار انحرافه، وتترفع عن انتصارات خارج الحق والقانون، لأنها سر الفشل، هذه حرب الذين يعلمون، حرب يضرب بها المثل، على قاعدة العبرة بالخواتيم، والقدرة على السير على صراط مستقيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى