«ورق عتيق» مقهى ثقافيّ أدبيّ يُشغّل أشخاصاً مصابين بمتلازمة داون
أطلقت لينا ضاهر مشروعها الذي يحمل اسم «ورق عتيق» كأول مقهى ثقافي أدبي يُشغل أشخاصاً من المصابين بمتلازمة داون لدمجهم في المجتمع، وذلك في مبادرة فريدة وهي الأولى من نوعها.
ويشعر رواد المقهى بالكثير من الحب والطاقة الإيجابية لكونه يتميز بتصاميمه البسيطة وألوانه الهادئة وأجوائه الدافئة تزيدها جمالاً الابتسامة التي ترتسم على وجه الشابتين مارسيل سكيف (35 عاماً) وعليا بريمو (22 عاماً) عند استقبال الضيوف وتلقي طلباتهم.
سكيف التي تعاني من متلازمة داون أعربت عن رضاها بهذه التجربة الجديدة بالنسبة لها عدا عن كونها الفرصة الوحيدة التي أتيحت لها للعمل والاحتكاك مع الناس والتواصل معهم بشكل مباشر، شاركتها في ذلك صديقتها عليا التي باتت تنتظر حلول الصباح بفارغ الصبر للانطلاق إلى عملها الجديد الذي كان أشبه بحلم مستحيل.
بدورها أعربت ضاهر صاحبة المشروع عن سعادتها بتنفيذ فكرتها لدمج ذوي الإعاقة بسوق العمل والتي جاءت ثمرة أعوام طويلة من العمل التطوعي مع الجمعيات الأهلية التي تعنى بهؤلاء الاشخاص ولا سيما التوحد ومتلازمة داون، حيث تمكنت خلالها من التعرف على الجمال الكامن داخلهم واكتسبت الخبرة اللازمة للتعامل معهم ومساعدتهم على اكتشاف قدراتهم وتوظيفها بالشكل الصحيح.
وأضافت ضاهر أن مشروعها يحمل رسالة إنسانية بأن هؤلاء الأشخاص مختلفون لكنهم قادرون ومبدعون وليسوا عاجزين كل ما يحتاجونه الاهتمام والتدريب ليكونوا أفراداً فاعلين في مجتمعهم كما هو الحال مع مارسيل وعليا اللتين خضعتا لجلسات تدريب وتأهيل قبل المباشرة في العمل.
وأشارت ضاهر إلى ضرورة تغيير نظرة المجتمع السلبية تجاه هؤلاء الاشخاص الذين يمكنهم تدبر أمورهم ويحتاجون فقط لفرص مناسبة تمكنهم من الحصول على عمل يحقق لهم دخلاً مهماً كان بسيطاً إلا أنه يبعث الأمل في نفوسهم.
ويضم المقهى ركناً لعرض المشغولات اليدوية والمؤونة المنزلية (صابون وشمع ومطرزات ومخللات) صنعتها أيادي شبان وشابات من ذوي الإعاقة يتلقون التدريب في المركز الاستشاري التخصصي (Scc) لتسويق هذه المنتجات إلى جانب مكتبة إعارة مجانية ومعرض فني دائم يشارك فيه حالياً أطفال ويافعون من جمعية أرسم حلمي الفنية في بسنادا والتي تعنى بالفن التشكيلي وفنون الأطفال.
واعتبرت ضاهر أن المقهى يمثل فسحة جميلة وآمنة بعد سنوات من الحرب على سورية تضم الفن والموسيقا والقراءة، مشيرة إلى أن مشروعها لم يكن ليبصر النور في ظل الصعوبات والتحديات التي فرضتها الحرب لولا الدعم الذي حصلت عليه من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عبر اختيار مشروعها من بين 27 مشروعاً في تحدي الفكرة الأفضل.