رعد…
لقد أمسكنا بطرف الإنتصار والخلاص أيها الأحبة في ضفة العزة والداخل العتيد، لقد ارتكب العدو الأحمق الخطيئة الاستراتيجية القاتلة، قلت هذا عدة مرات وسأكرّرها مرة أخرى، باتباعه نهج الاستيطان في مناطقنا، أصبحنا على صعيد واحد، تداخل ديموغرافي متلاصق، يفقده القدرة على استخدام عناصر القوة لديه، قوة النيران، الأسلحة المدرعة، سلاح المدفعية، سلاح الطيران، وعلى النقيض من ذلك، تنبثق عناصر أخرى تتحكم بالصراع، وهي القوة المعنوية، الروحية كما يسمّيها الرضوان، والذكاء الفطري، والقدرة على التضحية…
لقد أفقد نفسه بنفسه هذا العدو الأحمق عناصر القوة التي يتمتع بها حينما قرّر ان ينشئ هذه المستوطنات بين ظهرانينا، نحن أرباب الشهادة، لقد أمسكنا بتلابيبهم، ولا فكاك لهم إلا بمقتلهم، فاجعلوها عادة يومية، هؤلاء هم الصغار الذين أراد لهم منظّر دولتهم البائدة القاتل ديڤيد بن غوريون أن ينسوا، لقد ولدوا وفلسطين والأقصى وعكا وحيفا ويافا وجنين ونابلس وطولكرم في جيناتهم، أيها القادمون من بولندا وأوكرانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا بحجة أنّ هذه الأرض هي أرض ميعادكم، الأرجح أنّ هذه الأرض هي أرض مقتلكم، والأرجح أيضاً أنّ من وعدكم بهذه الأرض ليس ربكم، بل شيطانكم، فعدّوا أيامكم، ولملموا أوهامكم، واسترجعوا أكاذيبكم، واحفروا قبوركم، فلست بمعتقدٍ أنّ المنية إنْ فاجأتكم ستتيح لكم ترف الوقت بما يفي الحاجة لذلك، اليوم رعدٌ، وغداً برقٌ، وبعد غدٍ وعدٌ، وعد الخلاص والحرية وقبر الأوغاد…