عندما يهرولون لصناعة التطبيع المجاني!
} هشام الهبيشان
تزامناً مع التطوّر الهائل في التطبيع الإعلامي المجاني الخليجي مع الكيان الصهيوني والذي تتبناه معظم انظمة الخليج العربي،وبضغط أميركي وبمباركة غربية، بدأنا نرى حالة غير مسبوقة من التطبيع الاقتصادي والثقافي و الامني والاستخباري بين الجانبيين، فبوادر وملامح ومؤشرات التطبيع مع هذا الكيان في معظم دول الخليج، لها جذور ورواسب تاريخية، فهذه ليست المرة الأولى التي تسير بها علاقات الجانبيين بهذا المنحى التطبيعي، فعلاقات التطبيع لها تاريخ حافل مع هذا الكيان.
اليوم، لا يمكن إنكار حقيقة ان هذا التطبيع المتسارع، قد جاء لأتمام صفقة تطبيعية كبرى، بين الكيان الصهيوني وبعض انظمة الخليج ومنها السعودي بالتحديد، وهذا ينسحب على معظم انظمة الخليج العربي، والهدف انجاز تطبيع شامل مع الكيان الصهيوني وعلى مراحل متقاربة زمنياً» وربط ذلك بتفاصيل مصيرية تخص القضية الفلسطينية»، ونتيجة هذا التطبيع، قريباً سنسمع ونرى تبادل فتح سفارات ومنح الشركات الصهيونية إمكانية التحليق وعبور الأجواء في دول الخليج، وإلغاء كامل القيود المفروضة على إدخال المنتجات الصهيونية إلى دول الخليج، علاوة على ذلك، سنرى مسار تطبيعي رياضي ـ ثقافي، سيتبعه مرحلة نهائية وختامية تتعلق بالتطبيع المجتمعي.
الصهاينة بدورهم يعوّلون كثيراً على هذا التطبيع مع بعض أنظمة الخليج العربي، علها تكون المدخل لتصفية القضية الفلسطينية، واعطاء هذه التصفية غطاء عربي «خليجي ـ إقليمي ـ دولي»، الغريب والمستهجن بهذا الخصوص هنا ايضاً هو غياب، أي تنديد شعبي «خليجي »،على مسار التطبيع هذا، وكان كل هذا لا يعنيهم بشكل قاطع، والمثير للاشمئزاز هنا، انه وتزامناً مع كل الجرائم التي ارتكبها الصهاينة في المنطقة بعمومها وفلسطين تحديداً، نرى حالة غريبة من تشابه والتقاء المصالح بين بعض انظمة الخليج والكيان الصهيوني!
ختاماً… لكلّ أولئك الذين ما زالوا يهرولون لصناعة التطبيع المجاني مع الكيان الصهيوني، ولكلّ آولئك الذين يهللون ويطبلون لهذا التطبيع بحجة إيران أو غيرها، وهذه حجة سخيفة جداً، ولا يقبلها عقل واع مدرك لحقائق وواقع المنطقة بمجموعها، نسأل كل أولئك أين هم الآن من مأساة تعيشها أمة العرب نتيجة وجود سرطان خبيث في قلبها يسمّى الكيان الصهيوني المسخ؟ أين هم من جرائم الكيان الصهيوني التي مارسها في عموم المنطقة العربية، وتحديداً فلسطين، أين هم الآن من دماء شهداء فلسطين وتضحيات المناضلين العرب من أجلها…؟
على كلّ حال التاريخ يسجل ويكتب سقوط بعض العرب إلى مديات هابطة وطنياً وأخلاقياً وحتى دينياً، عندما قرّروا السير في مسار تطبيعهم مع الصهاينة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ