يا أهلًا بالمعارك… على طريقتنا
تجاوز الخطوط الحمراء بالنسبة للقدس يؤدّي الى حرب إقليمية، والحرب الإقليمية تعني زوال الكيان، ماذا يعني سماحة السيد بهذا التصريح، وما هي الأدوات، وما هي المعطيات التي ستؤدّي الى ذلك؟
الجيش “الإسرائيلي” في حالة الحرب هو حوالى 615 ألف جندي، منهم تحت السلاح 170 ألف جندي و445 ألف جندي إحتياط، جنود الإحتياط هؤلاء هم في الأوضاع العادية، عمال ومدراء ومهندسون وأطباء ومدرّسون وفنّيون يديرون جزءاً كبيراً من العجلة الاقتصادية “الإسرائيلية”، حتى في حالة الاشتباك مع هذا العدو بإيقاع منخفض بما يكفي أن يبقي على حالة التعبئة العامة لدى العدو بإشعاره دائماً أنّ الأمور قد تتدحرج في أية لحظة الى إيقاع مرتفع حتى يبقي جنوده واحتياطه في وضع قتالي، والاستمرار في هذه الدرجة من القتال لفترة زمنية طويلة، شهور على سبيل المثال، مع الوضع بعين الاعتبار أنّ احتمال ان تندفع الأمور نحو حرب شاملة بإيقاع مرتفع وكمية نيران هائلة وذلك لأنّ فلسفة الصواريخ وضعتنا في موقف يجعلنا قادرين أن نصبّ على رأس العدو كمية نيران معادلة لقدرته في منطقة كمية النيران، وبالتالي فإنّ التدمير والخسائر البشرية ستكون كارثية على العدو بمعاييره، علماً بأنّ النسبة ratio في الحرب الڤييتنامية كانت 1-100 في منطقة الخسائر البشرية، وفي حرب 2006 بين حزب الله و”إسرائيل” كانت 1-10 في منطقة الخسائر البشرية أيضاً، ولكن العبرة في كلّ الأحوال هي في القدرة على تحمّل الخسائر.
اليهودي إذا ما وضعناه تحت معيار gdp- per capita هو الأعلى في العالم وبلا منازع وبفارق كبير، فمجمل الثروة اليهودية مقسوماً على عدد اليهود في العالم هو الأعلى بما لا يقارن، هذا النوع من الإنسان هو نوع غير مقاتل، ولم يأت إلى فلسطين ـ أرض الميعاد ـ كي يموت، هو أتى ليعيش في أرض المنّ والسلوى، لذلك فإذا أخذته الى وضع تصبح حياته مهدّدة لفترة طويلة، فإنه سيطلق ساقيه للريح عائداً من حيث أتى، دعونا نمسك بتلابيب هذا العدو القذر ونشدّه إلى نمط الحرب التي يكرهها، والتي ستودي به الى مدارك التهلكة، فقد آن الأوان…