موسكو: الغرب يعدّ لمسرحية كيميائية وعناصر الخوذ البيضاء وصلوا إلى أوكرانيا
أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، أنّ “الهدف الرئيسي للغرب هو تقسيم المجتمع الروسي، وتدمير البلاد من الداخل”، مؤكداً أن “هذا لن يتحقق”.
وقال بوتين، خلال اجتماع موسع لهيئة مكتب المدعي العام: “صُدمنا عندما دعا دبلوماسيون رفيعو المستوى في أوروبا والولايات المتحدة أتباعهم الأوكرانيون إلى استخدام كل قدراتهم للفوز في ساحة المعركة، ومع إدراك أنّ هذا أمر مستحيل”.
وأضاف بوتين: “تبرز مهمة أخرى في المقدمة”، لافتاً إلى نية الغرب “تقسيم المجتمع الروسي، وتدمير روسيا من الداخل”.
بدورها، أفادت وزارة الخارجية الروسية بأنّ “40 موظفاً في البعثات الدبلوماسية الألمانية في روسيا، أصبحوا أشخاصاً غير مرغوب فيهم وفقاً لمبدأ المعاملة بالمثل”.
واستدعت الوزارة السفير الألماني أندرياس فود غير لتلسيمه المذكرة، كرد مماثل للقرار الصادر عن الحكومة الألمانية.
يذكر أن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أعلنت في 4 نيسان/أبريل، أنّ بلادها “قررت طردَ عددٍ كبيرٍ من الدبلوماسيين الروس” على خلفية الحرب في أوكرانيا.
من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية الروسية يفغيني إيفانوف أن “التوقف الحالي في العلاقات بين روسيا الاتحادية والغرب قد يكون مفيداً لإعادة الحسابات”.
وأشار إيفانوف، خلال اجتماع للجنة المؤقتة لمجلس الاتحاد بشأن “حماية سيادة الدولة” إلى أنّه “تم طرد حوالي 400 دبلوماسي روسي من 28 دولة أغلبها أوروبية” منذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا.
وأشار إيفانوف إلى أن “العقوبات ضد روسيا ستسبب مشاكل خطيرة في الدول التي تتبناها”، مؤكداً أن بلاده تسعى الآن لـ”منع وقوع صراع عسكري كبير في العالم”.
وأشاد إيفانوف بالتعديلات الأخيرة على القانون الاتحادي بشأن الإجراءات الواجب تطبيقها على الأشخاص المتورطين في انتهاكات الحقوق والحريات الأساسية لمواطني روسيا، مشيراً إلى أنه “إلى جانب حظر الدخول إلى روسيا الاتحادية، ينص القانون على قيود اقتصادية”.
وتابع أن “مصادرة الأصول في روسيا قد تكون رداً على الإجراءات غير الودية ضد موسكو”.
ميدانياً، أعلن رئيس مركز إدارة الدفاع الروسي ميخائيل ميزينتسيف أنّ الجيش الروسي على استعداد لفتح ممر إنساني مرة أخرى أمام المدنيين، لمغادرة أراضي مصنع “أزفوستال” في ماريوبل.
وقال ميزينتسيف: “استرشاداً بمبادئ إنسانية بحتة، قررت القوات المسلحة الروسيّة وقوات جمهورية دونيتسك الشعبية، بدءاً من الساعة 14:00 من يوم 25 نيسان/أبريل 2022، وقف أي أعمال قتاليّة وسحب الوحدات إلى مسافة آمنة، وضمان انسحاب هذه الفئة من المدنيين في أي اتجاه يختارونه”.
وأضاف المسؤول الروسي أنه “في حال وجود مدنيين فعلاً في مصنع أزفوستال، فإننا نطالب بشكل حازم سلطات كييف بإصدار أمر فوري لقادة التشكيلات القوميّة بالإفراج عنهم”.
وصرّح المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش، في وقت سابق، بأنّ كييف عرضت على روسيا جولة مفاوضات بخصوص الحصار الذي تفرضه القوات الروسية على العناصر العسكرية الموالية لكييف في مصنع “أزفوستال” للصلب، الواقع في مدينة ماريوبول.
كذلك، أعلن الناطق باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، أن قواته دمرت 56 منشأة عسكريّة أوكرانية خلال الساعات الـ24 الماضية، بما في ذلك مواقع قيادة ومستودعات تخزين الوقود، في عدد من المناطق، لا سيما في منطقة خاركوف.
ولفت المسؤول الروسي إلى تدمير 6 منشآت لسكك الحديد، التي تستخدم لتوريد الأسلحة إلى أوكرانيا من الخارج.
في غضون ذلك، حذر نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة ديمنري بوليانسكي من “خطر تدبير نظام كييف برعاية الغرب استفزازات باستخدام أسلحة دمار شامل”، بهدف اتهام القوات الروسية بها.
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى نية الغرب تحضير ثلاثة سيناريوهات محتملة في أوكرانيا، على أن تشمل أولاً، تدبير “مسرحية” باستخدام أسلحة الدمار الشامل لتحميل روسيا المسؤولية عنها، ومن ثم “استخدام أسلحة الدمار الشامل على نطاق محدود بأقصى درجات السرية”، إضافة إلى سيناريو ثالث يقوم على “الاستخدام السافر لأسلحة الدمار الشامل في ميدان القتال، في حال عجز القوات الأوكرانية عن إحراز نجاح بالأسلحة التقليدية”.
وأوضح بوليانسكي أن “هناك نموذج استخدم لتدبير استفزازات في أجزاء أخرى من العالم”، في إشارة إلى مزاعم غربية مشابهة في سورية.
وتابع: “في البداية يدبّر حادث كيميائي مزعوم، ثم يصل أفراد منظمات غير حكومية موالية للغرب ينتظرون قريباً على أتمّ الاستعداد، لا سيما عناصر الخوذ البيضاء، سيئة الصيت، يصلون على وجه السرعة إلى موقع الحادث”.
وزاد: “ثم يقدمون لوسائل الإعلام الغربية روايتهم”، مشدّداً على أنّ “هذا الأسلوب معروف للجميع”.
وذكر الدبلوماسي الروسي أنّ المشرفين على نظام كييف يحضرون سيناريو مماثلاً لأوكرانيا، موضحاً أنّ “مدربي الخوذ البيضاء وصلوا إلى أوكرانيا”.