متى يعود الابن الشاطر إلى حقول الياسمين؟
يكتبها الياس عشّي
المشهد الثاني : جرح في الخاصرة
(…) مع اندلاع الحرب العربية ـ “الإسرائيلية” الأولى عام ثمانية وأربعين بعد التسعمئة والألف، نزح الفلسطينيون إلى البلدان العربية المجاورة آملين، كما وُعدوا، بعودة قريبة. هذه العودة لم تأتِ أبداً، ولا أظنّها آتية في ظلّ وضع عربيّ مخلّع وكسيح.
ومع مرور الزمن تحوّل الفلسطينيون إلى لاجئين، إلى جرح في خاصرة الوطن، إلى جداولَ وأرقام، إلى مستعطين على أبواب السفارات والأونروا؛ وأقاموا في مخيمات أكثرها لا تصلح لتكون زريبة لناقة أمير من أمراء النفط، أو لشيخ من شيوخ القبائل.
وفي أثناء كلّ ذلك كان اليهود يتسلّلون، من الجهات الأربع، إلى فلسطين، ويتآمرون مع الدول الداعمة لقيام دولتهم اليهودية الممتدّة من الفرات إلى النيل، كي تفتح أبواب الهجرة للفلسطينيين الذين تحوّلوا إلى شتات .
أيها السوريون…
إنّ المشهد يتكرّر، وإن المشاعر “الإنسانية” المنافقة التي أظهرها الغرب لدفع الفلسطينيين إلى الهجرة، هي ذاتها تمارَس اليوم لإقناعكم بالتخلّي عن تراثكم الحضاري العمره تسعة آلاف عام، وحصولكم على بطاقة لاجئ، والإقامة في مخيّمات أُعدّت لكم سلفاً .
أيها السوريون …
أوقفوا نزف الجرح في الخاصرة، فثمّة حقول من الياسمين تنتظر الاحتفال بعودة الابن الشاطر، فلا تخذلوها.