لا يُطـْلَبُ الخيرُ من طاغٍ ولو صدقـا
} يوسف المسمار*
لا يُطـلبُ العـز من نـذلٍ ولـو صَدَقـا
فالنـذلُ عـبـدٌ ببحر الـذلّ قـد غـرقـا
يستكبـرُ العـبـدُ، والأوهـامُ تخـدعه
إن خانَ يـوما ًويغـدو مجـرما نـزقـا
يعـتـزُ بالغـدرِ مـأخـوذاً بـفـعـلـتـه
يستصغرُ الناسَ بالإجـرام إن نطـقـا
في ظـنه الفخـرُ آتٍ مـن حـقـارتـه
قـد خابَ بالظـن من بالعـبد قـد وثـقـا
البخـلُ فيـه انسيابٌ من طبـيعـته
ويـغـلبُ الطـبـعُ مهما جـوده انفـلـقـا
لا يعـرفُ الجـودَ مَن بالشح محتـفـظـا
بالبخـل ديـنـاً، وبالتـقـتيـر مُنطَـلـقـا
يحـتالُ بالـذلِّ خـلفَ الحـرِّ منكسـرا
نامـوسُه الغـدرُ، إن عاهـدتـه فسـقـا
دنيـاهُ باللـؤم والإصغـار بهجـتُها
والـدينُ بالحـقـد ِفي مفهـومه انطبقـا
إنْ قالَ شـراً فشـرُّ القـول يُـفـرحه
أو قـالَ خيـرا فخـيرُ القول ِما صعـقـا
والفعـلُ تخـريـبُ ما بانـت محاسنه
لا يقبلُ الحُسْنَ مَـنْ وجـدانُه اختـنـقـا
أخلاقــُه السوءُ يجـري في تخـلُّـقها
غيـرَ الدناءاتِ لم يفعـلْ ولا اختـلـقـا
يحـتَـجُّ بالعـجـزِ إنْ كـلّـفـته شــرفـاً
لكنَّ في الظـلم مغـوارٌ متى انطـلـقـا
في طبعه البـؤسُ بالبهـتان ممتـزجٌ
ما كان يـوماً حسامَ الحـق ممتـشقـا
يخـتـالُ بالغــدر مأخـوذاً بخسَّـتـه
أنْ خانَ جهـراً حـقـوقَ الناس أو سرقـا
كاللـص في النـور لم تـظهـرْ غـرائـزه
أنْ صارَ في العـتم ِ بالأحـقاد قـد نعـقـا
من خسّة العـبـد طعـنُ الحـرِّ إنْ وقعـت
بالحـر بـلـوى، وسوءَ الفعـل قـد عشقـا
يا فـتيـة العـزِّ، عـبـدُ السوء يحكُـمُـنا
بالسوء صرنا وصارت أرضنا مـزقـا
فاستنفروا العـقـل وامشوا بالهُدى تجدوا
إن الأضاليـلَ من فازت به اخـتـنـقـا
واستخـدمـوا العـلمَ واعـلوا في مـراتبه
واستكشفـوا الغيبَ واجتازوا به الأفـقـا
واستـلهمـوا النبـلَ والأخـلاقَ وابتكـروا
للمجـد ِ والعـزِّ والمسـتـقـبلِ الطـُرُقـا
واستـنبتوا الأرضَ فيها الخيرُ مكتـنـزٌ
من كرَّمَ الأرضَ من خيراتها ارتزقـا
واستصنعـوا الرَغْـد للأجيال وابتدعـوا
ما يجعــلُ الأرضَ للأجْـرَام ِ منطـلـقـا
واستـنهضوا الفكـرَ بالتدبيـر واحتـكموا
للحـق والعـدل حتى تبلغـوا العُـمُـقـا
فالنهضة ُ الحـقُّ في الإنسان مبـدؤها
والمنهجُ الحـق مأمـونٌ وإنْ خُرقـا
مفهـومنا انحـازَ للأرقى، وثـورتُـنـا
أن نجـعـلَ الـنورَ والإبـداعَ مُعْـتَـنَـقـا
إنْ أمهـلَ القـولُ دون الفعـلِ في حَدَثِ
فالمهـلُ معـناهُ أنـَّـا نـُحسـنُ السَـبَـقـا
نحنُ، ألأضاليـلُ لا تـُنـهي مسيـرتـنا
بين الهـدايـات نمشـي للعـلى أنـقـا
يا شعب جاهـدْ طريق النصر يسلـكها
من أحـرقَ الخوفَ والأوهامَ واحتـرقـا
واستـلَ ضوءاً كنـور الفـجـر مبتسماً
من يقـظـة الـعـقـل بالعرفـان منبثـقـا
لا نُـدركُ العـزَّ إنْ خارت عزيمتـنـا
أو نبـلغُ المجـَدَ إنْ تصميمنا انسحـقـا
بالنـور والنار آيُ العـدل قـد كُتِـِبَتْ:
لا يُطـْلَبُ الخيرُ من طاغٍ ولو صدقـا