معرض الربيع السنويّ لعام 2022 في قلعة دمشق الدكتورة لبانة مشوح: المعرض تجسيد لاحتضان سورية ووزارة الثقافة للفنانين الشباب
تقيم مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة السورية معرض الربيع السنوي لعام 2022 في قاعة العرش في قلعة دمشق، وذلك دعماً للفنانين التشكيليين الشباب كفرصة للأخذ بيد هذه الفئة الواعدة وبهدف تجديد واستمرار الحركة الفنية وتطويرها في مختلف مجالات الإبداع البصرية والمشاريع التجريبية والتركيبية.
وشهد المعرض إقبالاً لافتاً من جيل الفنانين الشباب الذين تقاطروا لحضوره وسط حفاوة من فنانين تشكيليين بارزين في المشهد التشكيلي السوري ضم 47 عملاً تنوّعت بين أعمال التصوير بتقنيات متعددة بين الزيتي والأكريليك والكولاج بأساليب تراوحت بين التعبيري والواقعي والقريب من التجريد أما أعمال الغرافيك فضمّت تقنيات حفر متعددة الطباعة.
وصمّمت أعمال النحت من خامات تنوّعت بين الخشب والحجر والمعدن بأساليب تعبيرية وتجريدية وبحضور لافت لفن التجهيز في الفراغ حيث تفرد به مشروع «عجز» لخريجة كلية الفنون الجميلة قسم التصوير جلنار صريخي ذاك الفن الذي أبصر النور حديثاً في دمشق.
ويرعى المعرض الذي يستمر إلى 26 الشهر الحالي منذ 11 عاماً مواهب الفنانين التشكيليين الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و35 عاماً وتوزع جوائز تشجيعية للمتميزين منهم تقديراً لمساهمتهم في نجاح هذه التظاهرة الإبداعية، حيث ذهبت الجائزة الأولى في مجال التصوير لنور الكوا والثانية لفرح عبد الله. ومنحت الجائزة الأولى في مجال النحت لحنان الحاج أما الثانية لربيع خليل وحصدت تسنيم شيخموس الجائزة الأولى في فن الغرافيك، بينما حازت أليسا خشيفاتي الجائزة الثانية.
وأكدت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة في تصريح للصحافيين أن معرض الربيع السنوي هو تجسيد لاحتضان سورية ووزارة الثقافة للفنانين الشباب، حيث تميّز هذا العام بنوعيّة اللوحات المنتقاة من قبل لجنة التحكيم على حساب العدد الذي شهد انخفاضاً مقارنة بالمعارض الماضية، موضحة أن المدارس التشكيلية التي انتمت إليها اللوحات اتسمت بالجدة والحداثة ما يساعد الفنان بالانتقال من نمط اعتاد عليه إلى أنماط إبداعية جديدة لاستمرار التجديد والابتكار في نهاية المطاف.
وأوضحت رنا حسين رئيسة دائرة المعارض والمقتنيات في مديرية الفنون الجميلة أن المعرض عبارة عن مجموعة من الأعمال الفنية متنوّعة التقنيات يظهر اهتماماً وتوافقاً من وزارة الثقافة مع جيل الشباب من الفنانين الأكاديميين متخرجي كليات ومعاهد الفنون الجميلة لإعطائهم فرصة عرض تجاربهم المثمرة وحثهم لتقديم الأفضل من خلال مشاركة أفكارهم وأساليبهم الفنية مع أقرانهم بمعارض مشتركة.
ورأى رئيس قسم النحت في المعهد التقاني للفنون التطبيقية أن معرض الربيع يشكل ظاهرة فنية سنوية مهمة ومؤثرة في الحركة التشكيلية السورية التي تحتاج لدعم الفنانين التشكيليين الشباب للنهوض بالفنون البصرية ليكملوا مسيرة التشكيليين المخضرمين، مبيناً أن الأعمال المشاركة هذا العام قيمة على المستوى المقدم حالياً في ظل الظروف الراهنة، وخاصة أن إنجاز الأعمال الفنية يتطلب منهم طاقة مادية ومعنوية.
حنان الحاج شاركت بمجسم يصور إنساناً أعادت من خلاله تدوير معدن التنك لتعبر عما يجول في داخل الإنسان وتظهر الندوب والانكسارات التي ولدتها عشر سنوات من الحرب، لكنه ما زال ينبض بالحب والجمال والإبداع.
وعبرت عن سعادتها بالمعرض الذي يشكل من وجهة نظرها فسحة للقاء الأجيال الشابة ونشر تجارب الفنانين والاطلاع على تجارب فنية أخرى في محاولة للخروج من قوقعة المهارات الفردية.
ربيع خليل خريج معهد فنون تطبيقية اختار عنوان «قم» للتشكيل الخشبي الذي شارك فيه ويمثل الإنسان المنكسر الذي يحاكي نفسه ليحاول النهوض بحياته نحو الأفضل واستخدم خشب الصنوبر لكونه الأقرب من الروح الإنسانية من حيث مطاوعته للعمل الفني، لافتاً إلى أن هذه المعارض تصقل مواهب الشباب وتزيدها علماً وخبرة فهي بحد ذاتها قيمة فنية حقيقية.
اما نور الكوا التي شاركت في المواسم العشرة الماضية من المعرض قالت: «بما أن المعرض يحمل اسم الربيع اخترت لوحتي لتجسد بموضوعها وفكرها المرحلة العمرية التي يعيشها الشباب من خلال شجرة بغنى في اللون والتكوين تعكس ذروة العطاء والإنتاج».
أما تسنيم شيخموس الخريجة من كلية الفنون الجميلة التي اعتادت على المشاركة منذ ثلاث سنوات أكدت أن الفوز بالجائزة يعطي حافزاً لأي فنان ليكمل مسيرته الفنية ويزيد من ثقته بنفسه وينمي طموحه في إقامة معارض فردية له في المستقبل.
واعتبرت زينب علي المتخرجة من كلية الفنون الجميلة وحاصلة على إجازة ماجستير أن مشاركتها في المعرض بشكل سنوي أساسية لها حيث قدمت هذا العام لوحة في قسم الغرافيك بعنوان «جنازة وسط النار» بتقنية الطباعة البارزة على اللينوليوم تروي جانباً من الأزمة التي طالت سورية وتصور تشييع شهيد وسط الانفجارات.