موسكو تنسحب من مجلس دول البلطيق وتطرد دبلوماسييْن فنلنديين
أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، أمس، أنّ العملية العسكرية في أوكرانيا «تسير وفق الخطة وبفعالية تامة»، معرباً عن ثقته بأن أهداف العملية «سوف تتحقق من دون أدنى شك».
وأشار بيسكوف إلى أنّ «وجود روسيا يشكّل بحدّ ذاته مصدر إزعاج كبير للغرب»، معتبراً أن الأطراف الغربيين «مستعدون لفعل أي شيء لمنعنا من تطوير طريقة عيشنا».
وشدّد المتحدث باسم الكرملين على أنه “لا يمكن عزل روسيا بأيّ شكلٍ من الأشكال”، باعتبارها تشكل “سدس الأرض، سواء سياسياً أو اقتصادياً أو دبلوماسياً أو إعلامياً”.
وتابع بيسكوف أنّ “الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي تشنّ حرباً هجينة ضد روسيا، أصبحت دولاً معادية”، مضيفاً أن “الحرب الهجينة هي ما يحدث الآن، ما نواجهه حرب دبلوماسية، حرب سياسية. هذه محاولات لعزلنا في العالم، هذه حرب اقتصادية”.
وأكد بيسكوف أنّ “روسيا ستتعامل مع مواجهة الغرب”، لافتاً إلى أنّ روسيا حاولت إيصال صوتها ومطالبها إلى الغرب بخصوص مبادئ أمنية جديدة، لكنهم “لم يستمعوا لنا حقاً”.
وعن العلاقات مع الشيشان، قال بيسكوف: “تربطنا علاقات جيدة جداً مع الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، وأحياناً ننتقد بعضنا البعض بطريقة ودّية”.
وبخصوص مشاركة روسيا في قمة العشرين، أكد بيسكوف أنّ روسيا “ستتخذ القرار الأفضل بشأن شكل مشاركتها في قمّة مجموعة العشرين مع اقتراب هذا الحدث”، مشيراً إلى أنّ روسيا تواصل العمل في مجموعة العشرين، وأنّها تعتبر هذا المنتدى في غاية الأهمية.
من جانبه، صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنّ ألمانيا فقدت آخر ما تبقى من علامات الاستقلال، بعد وصول حكومة أولاف شولتس إلى السلطة.
وأضاف لافروف: “بشكل عام، الرئيس ماكرون فقط في الاتحاد الأوروبي، لا يزال يحاول بطريقة ما التحدث عن الاستقلال الاستراتيجي للاتحاد، أنا متأكد من أنّهم لن يسمحوا له بذلك”.
ونبّه لافروف إلى أنّ الاتحاد الأوروبي يتقارب أكثر فأكثر مع حلف “الناتو”، معتبراً أنّ الحلف أخذ في الاعتبار منذ فترة طويلة أراضي السويد وفنلندا في تخطيطه العسكري، مع تأكيده على أن انضمامهما إلى الحلف المذكور لن يحدث فرقاً كبيراً.
وأوضح لافروف: “شاركت فنلندا والسويد ودول محايدة أخرى في التدريبات العسكرية للناتو لسنوات عديدة، ويأخذ الناتو أراضيها في الاعتبار عند التخطيط العسكري للانتقال إلى الشرق، لذلك بهذا المعنى ربما لا يوجد فرق كبير”.
وتابع قائلاً: “دعونا نرى كيف سيتم استخدام أراضيهم بالفعل من قبل حلف شمال الأطلسي، وسوف نستخلص النتائج”.
كذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنّ بلادها ستنسحب من مجلس دول بحر البلطيق، لافتةً إلى أنّ ذلك لن يؤثر على وجودها في المنطقة.
وصدر بيان عن وزارة الخارجية الروسية جاء فيه: “رداً على الأعمال العدائية، بعث وزير خارجية الاتحاد الروسي سيرغي لافروف برسالة إلى وزراء البلدان الأعضاء في مجلس دول بحر البلطيق، والمفوض السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، وكذلك إلى أمانة المجلس في ستوكهولم، تتضمن إشعاراً بالانسحاب من المنظمة، كما قررت الجمعية الفيدرالية الانسحاب من المؤتمر البرلماني لبحر البلطيق».
واعتبر البيان أنّ “إنهاء العضوية في مجلس دول بحر البلطيق لن يؤثر على وجود روسيا في المنطقة”، مشدداً على أنّ “محاولات طرد بلدنا من بحر البلطيق محكوم عليها بالفشل”.
وأردف البيان “أننا سنواصل العمل مع الشركاء الذين يتحلّون بالمسؤولية، وتنظيم النشاطات حول القضايا الرئيسة لتنمية منطقة البلطيق”، مضيفاً أن “الدول الغربية احتكرت المجلس لأغراضها الانتهازية، وهم يخطّطون ليكون عمله على حساب المصالح الروسية”.
يشار إلى أن وزير خارجية لاتفيا، إدجارز رينكيفيكس صرّح قبل أيام، بأنّ “بحر البلطيق يتحول إلى منطقة تابعة لحلف الناتو”، وذلك على خلفية خطط السويد وفنلندا للانضمام إلى الحلف.
على صعيد متصل، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن اثنين من موظفي السفارة الفنلندية في موسكو، هما شخصان غير مرغوب فيهما، شارحة أن قرارها جاء كرد فعل على هذه التصرفات من قبل السلطات الفنلندية.
وأبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الفنلندي ساولي نينيستيو، في وقت سابق، أنّ “التحول في سياسة فنلندا الخارجية سيكون له أثر سلبي في العلاقات بين البلدين”، مشدداً على أنّ “تخلي فنلندا عن سياسة الحياد العسكري سيكون خاطئاً”.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية استهداف شحنات أسلحة أميركية وأوروبية قرب مدينة لفوف غربي أوكرانيا، إضافة إلى مقتل أكثر من 470 مسلحاً متطرفاً وإعطاب 68 وحدة من المعدات العسكرية التابعة لكييف.
وأكدت الوزارة، في بيان، تدمير موقعين للقيادة ومركز اتصالات، بما في ذلك اللواء الآلي 30 في منطقة باخموط، و28 منطقة تجمع عسكرية، فضلاً عن استهداف مستودعين للقوات المسلحة الأوكرانية.
وأفاد بيان وزارة الدفاع الروسية، باستسلام 265 مسلحاً أوكرانياً، من بينهم 51 بجروح خطيرة، موضحاً أن هؤلاء ألقوا أسلحتهم بعد محاصرتهم في مصنع “آزوفستال” بمدينة ماريوبول الواقعة على بحر آزوف، المتفرع عن البحر الأسود.
وسبق أن أعلنت روسيا، يوم الإثنين الماضي، التوصّل إلى اتفاق مع العسكريين الأوكرانيين في منطقة مصنع “آزوفستال” لإجلاء الجرحى إلى المؤسسات الطبية في جمهورية دونيتسك الشعبية.