غوايدو ثم زيلينسكي…
تماماً كما قال مراسل إحدى القنوات الغربية حينما قام بتغطية تدفق اللاجئين الأوكران عبر الحدود البولندية، أقتبس: “مع كلّ الاحترام، ولكن هؤلاء اللاجئين ليسوا كلاجئي سورية والشرق الأوسط، إنهم مثلنا نحن الغربيين، ذوو عيون زرقاء وشعر منسدل ذهبي، وهم في المضمون ينتمون الى الحضارة الغربية”، صدَق المراسل، هم متميّزون، ليسوا كمثل أولئك الذين ينتمون الى العالم الثالث، وقد يكون هذا التميّز والانتماء هو الخطأ القاتل الذي ارتكبه الغرب بقيادة أميركا لتوريط روسيا في حرب استنزافية يستعمل فيها التكنولوجيا الغربية والدم الأوكراني، مشكلة هذه الوصفة هي أنّ الدم الذي سيستعمل هو دم أزرق وليس أحمر، دم حضاري غربي، محب للحياة، يعشق الترف والتمتع بالرفاهية، ويكره الموت، ويكره أن يهرق دمه لأيّ سبب من الأسباب، سيقاتلون قليلاً، وسيظهرون أمام الكاميرات مفتولي العضلات عابسين من شدة الجبروت الذي سيتحوّل بعد قليل الى رغبة جامحة للخروج من هذه الورطة، لأنهم ببساطة تماماً كما الأميركان والإنجليز والفرنسيين، يحبون ان يظهروا بمظهر المقاتل الشرس، الشجاع، المقدام، ولكن ليس لدرجة الموت، واضعي استراتيجيات الغرب سيكتشفون أنّ رهانهم خاسر، حالما يشعر الأوكرانيون أنهم هم باذلو الدم، بينما يمدّهم الغرب بسخاء بكلّ أنواع السلاح المتقدّم ليقاتلوا حتى الموت، سيلعنون اليوم الذي تحالفوا فيه مع هذا الغرب المنافق، ذي العيون الزرقاء، والشعر المنسدل الذهبي، لأنّ المطلوب منهم هو القتال حتى الموت كي ينتصر هذا الغرب المنافق على أولاد عمومتهم الروس…
مشكلة الفكر الغربي هو أنّ ذكاءه تفصيلي، ولكنه يتمتع بغباء وقصر نظر مدقع في النظرة الاشتمالية الجشتالتية، لن يدرك ولم يدرك بأنّ المستضعفين هم القادرين على بذل الدماء، وانّ الأغنياء ومحبّي متاع الدنيا هم مقاتلون سيئون، لن يستطيع الأوكراني ذو العيون الزرقاء والشعر المنسدل الذهبي والدم الأزرق، تماماً كدم الأنجلوساكسون أن يبذل الدم نيابة عنهم كما يتمنون، وخاصة إذا كان الموضوع عليهم من قبل الغرب الأحمق المنافق، هو ممثل سابق، أصبح كوميدياً في ما بعد، ثم ختم مسيرته كمهرّج يقتات من تنفيذ أوامر أميركا، تماماً مثل غوايدو، هل تذكرون غوايدو؟ لقد انتهى به الأمر في مزبلة مادورو.