أزمة الرغيف تتفاقم واعتصام لأصحاب الأفران وربطة الخبز في السوق السوداء بـ30 ألفاً
تفاقمت أمس أزمة الرغيف إذ وصل سعر ربطة الخبز إلى ثلاثين ألف ليرة في السوق السوداء!
وبالتزامن، نفّذ اتحاد نقابات الأفران والمخابز في لبنان برئاسة علي إبراهيم اعتصاماً أمام وزارة الاقتصاد والتجارة في حضور رئيس الاتحاد العمّالي العام بشارة الأسمر ورؤساء نقابات الأفران وحشد من أصحابها من مختلف المناطق، احتجاجاً على عدم توافر الطحين المدعوم ولإعادة النظر بتعرفة الرغيف في ظلّ كلفة إنتاج الرغيف .
والتقى إبراهيم وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام وقال “يجب تأمين القمح اليوم قبل الغد وعلى رئيس الحكومة الإيعاز إلى مصرف لبنان بفتح الاعتمادات المالية اللازمة للمطاحن المتوقفة عن العمل. يتغنّى البعض بأن هناك 40 ألف طن من القمح في أربع مطاحن، لكنها لا تُغطّي حاجة لبنان وهناك مطاحن كبرى متوقفة عن العمل تُغطّي حاجة الجنوب والبقاع”.
وطالب بـ”ضرورة إعادة النظر في جدول أسعار الخبز، لأن متغيرات كثيرة طرأت على أسعار العناصر الداخلة في صناعة الرغيف”، مشيراً إلى أن “الأزمة ليست أزمة أسعار وأن الأفران تعمل على مدار الساعة ولانقبل بإذلال الناس بأزمة ناتجة عن عدم اكتراث المسؤولين بهذا القطاع الغذائي الأساسي”.
وتعجّب الأسمر من جهته من “تسارع الانهيار بعد انتهاء الانتخابات النيابية”، معتبراً أنه “يجب الاستفادة من إعادة تجديد السلطة والبدء بحلّ الأزمات، وما نراه اليوم أزمات في: المحروقات، الخبز، المواد الغذائية وأزمة أدوية، وعدا هناك اعتصام أمام مجلس الوزراء لمرضى السرطان بسبب رفع الدعم عن أدويتهم”.
ولفت إلى أن “للخبز رمزية مقدسة، لا يُمكن التغاضي عنها في ظل تقاذف المسؤوليات. يجب أن يستمر دعم القمح والطحين وفتح الاعتمادات اللازمة للمطاحن وحجز حاجاتنا من القمح في الخارج. ونؤكد استمرار دعم الرغيف لأن العناصر الداخلة في كلفة إنتاجه ترتفع باستمرار. علينا التركيز على أن يبقى الدعم على الرغيف لأنه خطّ الدفاع الأخير للمظلومين والعمّال والفقراء”.
ولاحقاً، أصدر الوزير سلام قرارين قضى الأول بحصر إنتاج دقيق القمح بفئة موحد 85 المعدّ لصناعة الخبز اللبناني، وقضى الثاني بمنع الأفران والمخابز من تسليم أو بيع الخبز اللبناني للجمعيات والمؤسسات المحلية أو الأجنبية من أي نوع كانت إلاّ بعد عرضها على وزارة الاقتصاد والتجارة لدرسها والنظر بإعطاء الموافقة بشأنها، وتُستثنى منها الاتفاقات المعقودة مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية.
وحدّدت وزارة الاقتصاد والتجارة أسعار ربطة الخبز كالآتي:
ربطة الخبز الصغيرة وزن 388 غراماً بـ8000 ليرة.
ربطة الخبز الوسط وزن 855 غراماً بـ13000 ليرة.
ربطة الخبز الكبيرة وزن 1095 غراماً بـ16000 ليرة.
وكان نقيب أصحاب الأفران في جبل لبنان أنطوان سيف أكد أنّ “أزمة الخبز حقيقية وسببها قلّة وجود الطحين لدى المطاحن بسبب عدم دفع مصرف لبنان المستحقات للمورّدين في الخارج”.
وأشار في تصريح إلى أن “البواخر أفرغت سابقاً من دون دفع ثمن القمح والمطاحن لا يُمكنها تسليم الطحين إذا لم يتم الدفع”. وقال «هناك 6 مطاحن متوقفة عن العمل وهناك أفران أقفلت فيما هناك ضغط على الأفران التي لا تزال تعمل وهذا يؤدي إلى انتظار مواطنين بالطوابير ونخشى من أن يُسفك دم».
وكانت المتاجر والسوبرماركات في النبطية، قد تسلّمت صباح أمس، كميات قليلة من ربطات الخبز من الأفران بسبب بدء نفاد مخزون الطحين لديها. وبيعت ربطة الخبز في بعض المناطق في السوق السوداء ب30 ألف ليرة!
وشهدت قرى وبلدات صور إقبالاً من قبل المواطنين للتزود بالخبز التقليدي “الطابونة” من المخابز. وفي صيدا شهد عدد من الأفران الكبرى زحمة مواطنين اصطفوا في طوابير لشراء ربطات الخبز خوفاً من فقدانه في الأيام المقبلة.