حوار سيجري بين سيرغي لافروف وسعود الفيصل
ـ لافروف: أتوجه لكم بالشكر بالنيابة عن دولة الاتحاد الروسي لقيام قواتكم بإعلان الحرب والتدخل في اليمن وهذا جميل ستحفظه لكم دولتنا.
ـ الفيصل: لم أفهم مقصدك سيادة الوزير، فقد قرأت بيانكم الذي يندّد ضمناً بدورنا في اليمن وأستغرب كلامك الآن.
ـ لافروف: ذلك موقف الخارجية، وما أقوله لكم إنما هو موقف الدولة.
ـ الفيصل: لم أفهم.
ـ لافروف: لا أستغرب.
ـ الفيصل: عفواً؟
ـ لافروف: القضية أن الأسباب الموجبة التي أعلنتموها لحربكم، وفضحتم التأييد الأميركي لها بإعلانهم دعم ما قمتم به، وبالتالي قبول الأسباب الموجبة التي أعلنت من قبلكم، مثل الموقف الأميركي، مواقف الذين شاركوكم في العملية، والذين أعلنوا تأييدها، ما يعني أن الأسباب المعلنة بغضّ النظر عن صدقها، تشكل سابقة يعتدّ بها في وضع قواعد التدخل العسكري في الدول ذات السيادة وشروطه.
ـ الفيصل: لم أفهم.
ـ لافروف: لا أستغرب.
ـ الفيصل: عفواً؟
ـ لافروف: قلتم إنّ رئيساً معترف به يواجه حرباً داخلية يستطيع طلب تدخل دولة خارجية لحسم عسكريّ وتنفيذ غارات جوّية على العاصمة، عندما يسيطر عليها معارضوه. ويكون للتدخل هدف واحد أن يعيده إلى السلطة أو يثبته فيها. وهذا سيعني لنا مباشرة حق القيام بقصف كييف عاصمة أوكرانيا، ولدينا طلب تدخل من الرئيس الأوكراني الذي طردته المعارضة من قصره. كما سيكون لنا الحق بالتدخل في سورية لنصرة الرئيس بشار الأسد، وهو يمثل في بلده ويمسك منها ومن قواتها المسلحة ما ليس بيد منصور هادي الذي دخلتم لدعمه. هذا عدا عن الأمن القومي في باب المندب الذي تحدّثتم عنه.
ـ الفيصل: نحن لا نقول عبارة «أمن قوميّ»، قلنا ضمان الأمن الدولي وحرّية الملاحة.
ـ لافروف: لا أستغرب.
ـ الفيصل: لم أفهم.
ـ لافروف: لا أستغرب.
ـ الفيصل عفواً؟
ـ لافروف: لأن باب المندب يسيطر عليه من الشرق اليمن ومن الغرب جيبوتي، وتاريخياً كنا نحن في الجانب اليمني والأميركيون والفرنسيون في الجانب الجيبوتي. ولذلك سنحتفظ بحقنا بالعودة إلى الجانب اليمني من باب المندب، عدا أن الأمر يعنينا مع تركيا.
ـ الفيصل: لم أفهم.
ـ لافروف: لا أستغرب.
ـ الفيصل: عفواً؟
ـ لافروف: لأننا سنستخدم معادلتكم عن مضيق باب المندب لتأمين نشر قواتنا في مضيق البوسفور.
ـ الفيصل: فهمت!
ـ لافروف: أستغرب!