مشاركة اللعب بالزمن!
تجاوزنا حدود يوم مضى، وبدأنا آخر، وها نحن على مشارف يوم جديد… ولكننا، نراه بلا بداية، مختلفاً، كأن ساعة حذفت من ليله، لتضاف إلى نهاره!
ترى، ألا يكفي الإنسان ما راكمه من غبار ثقيلة على فطرته، حتى تمتد يداه إلى ناموس الطبيعة، فيحاول تخريب ما فطرها الله عليه؟
مهلاً! أو ليس ذلك مؤشر ذكاء؟ لقد تمكن الإنسان من التقاط ساعة ضوء جديدة! هل تدري ما تخبئه ساعة الضوء هذه؟ إنها تدّخر الطاقة، وتبعث الأنوار في المصابيح، فينعم وطننا الصغير بالكهرباء ليلاً ونهاراً، وتتنبه النفوس المظلمة الجشعة، خجلة، ربما، إذ قد يبلغها الضوء فترتد أيديها عن لقمة الجائعين، وجيوب الفقراء المساكين.
كما ينشط العاملون، غادين إلى رزقهم، حيث لا يضيع سعي إلى الخير عند رب العباد، ولا ينقص حق أجير عند ربّ عمل، لم يصل النور إلا إلى ما تحصيه عيناه وتكدسه يداه من أوراق نقدية يعميه بريقها… ويقول: «لقد كافأني الله على أتعابي»، فيما شقاء العامل ومكافأته لم ولن تدركهما ساعة الضوء تلك؟! ولا تنس، يا صديقي، ما تشيعه هذه الساعة المضافة، من أمن في الربوع، وسلام في القلوب، فهي تطرد الليل وتفضح من به يتخفون ليمرروا ما يمررون! فيتوب الفاسدون، ويرتدع المرتكبون، فهم باتوا، العدالة، يهابون! وهكذا، تنعم بلادنا بالخير الميمون! أرأيت ما يمكن أن توفره هذه الساعة؟! لقد تحدث عنها الغرب، ضمن خطة، منذ القرن الثامن عشر، ولكنه اعتمدها للمرة الأولى بعد الحرب العالمية الأولى.
ثم جرت على ذلك دول، لا سيما تلك البعيدة عن خط الاستواء، حيث تضم الشمس إليها، صيفاً، حيّزاً من الليل، فينتشر النور باكراً. هذا ما يحاول الإنسان تقليده!
وإذا كنا لا نملك التلاعب بأوراق الزمن، أو بأرقامه، إلا أننا، أحياناً، نحلم بأن يتوقف الزمن، أو يكون بلا قيود، وبلا مكان… حينئذ تكون عيناك زماني اللانهائي، ومكاني السرمدي!
حينئذ أحيا في شعاعك الصافي، وأكون في توق دائم إلى جمرك الغافي…!
سحر عبد الخالق