أولى

المنطقة في عين العاصفة

– لا تكاد تهدأ من جهة حتى تهب من جهة أخرى، هذه هي حال المنطقة، منذ معركة سيف القدس في العام الماضي، فقد حدث تغيير فوق طاقة “إسرائيل” وحلفائها القريبين والبعيدين على التحمل والتخيل، بعدما نجحت المقاومة في فلسطين بفرض معادلات ردع نوعيّة تحولت معها تل أبيب إلى ساحة رمي واختبار لمدى وفعالية صواريخ المقاومة.

– جاءت حرب أوكرانيا وأضافت ما يخلط الأوراق في المنطقة، فانشغل الأميركي بالمواجهة الأهم والأخطر، لكن عيونه بقيت هنا، خشية أن يلاقي التغيير هناك تغيير مفاجئ هنا، وارتبك الغرب كله في مقاربة الملف النووي الإيراني، وصولاً لتجميده. وها هو يعود اليوم الى الواجهة في جولة تصعيد، ويقف كيان الاحتلال في مقدمة الصفوف.

– منذ تلك المعركة والتوتر يخيّم على كل محاور الاشتباك سعياً للتصعيد مرة وللتهدئة مرة أخرى، وقد كان لليمن النصيب الأوفر، حتى كان نصيب اليمن بفعل صموده وثباته من جهة، وتداعيات حرب أوكرانيا من جهة موازية، قرار سعودي بالتهدئة وقبول شروط إعلان الهدنة وتمديدها، في سياسة النأي بالنفس عن التطورات المفاجئة.

– الجبهات السورية مع كل من الأميركي والتركي والإسرائيلي تعود إلى الواجهة، ومثلها ملف النفط والغاز على حدود لبنان الجنوبية، والحشود وإعلان الاستنفار سمة عامة من جبهة الى جبهة، كأن الحرب ستشتعل لكنها تبحث عن ساحة.

– قوة المقاومة ومناعة سورية وثبات إيران، ومن خلف كل ذلك تفوق روسيا وصمود الصين، مصادر قوة لتغيير آتٍ مهما كانت وجهة الاشتباك المقبل وساحته، والوقت ليس مناسباً إلا لوحدة المواقف بين القوى المنتسبة إلى خيار الاستقلال والحرية.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى